خاطرتي والبصيرة

خاطرتي والبصيرة
************

خاطرتي لهذا اليوم كانت عن البصيرة (على الصفحة الشخصية ) ،

والبصيرة قبس من نور يقذفه الله في قلبك ، فيكسبك به الله

القدرة على الاستنباط و التحليل المنطقي للمسائل وما ستؤل

اليه تصرفات الافراد حيالها ، فتبدو لك النتائج جلية واضحة ، في

حين تبدو رؤيتك تلك لدى الآخرين مجرد ضرب من الخيال ، وشيء

من محال.

لذلك قلت :

ثلاثٌ من ادركهن َّ ؛ فقد أومض عقله بنور البصيرة

اولها ؛ حسن التوكل على الله سبحانه ،ورجاء ان لا يكله الى
نفسه طرفة عين

ثانيها ؛ اشغال الذهن باهداف نبيلة ، وغايات سامية عظيمة ،
ومقاصد شريفة

ثالثها ؛ السعي الى تحريك الافكار وتحويلها الى اعمال وافعال

ويحضرني بالمناسبة بعض التعريفات ، نذكرها مختصرة :

يقول " مالكوم غلادويل " : البصيرة هي التفكير اللماح أو قوة
التفكير بدون تفكير

ويراها "جوزيه ساراماجو " : البصيرة هي المخرج مما نحن فيه
حيث نحتاج أن نعمل بصائرنا

والبصيرة تحتاج الى الحكمة ، بما هي البحث عن حقائق الاشياء

على ما هي عليه في الوجود في اطار طاقة البشر وقدرتهم على

ادراكها.

ولاجلهما (البصيرة والحكمة ) يحتاج المرء لقوة في: النفس والذهن

والعقل ، (ثلاثة في واحد) ، فالعقل والنفس والذهن واحد ،

الا انها سميت عقلا لكونها مدركة

وسميت النفس نفسا لكونها متصرفة

والذهن ذهنا لكونه مستعدا للادراك

وقد قال احدهم :" لو كان العقل علقا يشترى لتغالى الناس في

شرائه ، وإني لأعجب من اقوام يشترون باموالهم ما يذهب

بعقولهم".

وقد أفتى ابن الجوزي بقوله:

" النظر في العواقب وفيما يجوز أن يقع شأن العقلاء ،

وأما النظر في الحالة الراهنة فخسب ، فحالة الجهالة الحمقى ،

وليس للعقل شغل الا النظر في العواقب ، وهو يشير بالصواب من

اين يقبل".