حزب الله الغالبون

.... حزب الله الغالب ....

قال تعالى :
" ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم (54) * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( 55 ) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( 56 )....المائدة .....
وردت كلمة حزب الله في القرآن الكريم مرتين ، مرة في سورة المجادلة ، ومرة في سورة المائدة (الآية 56 اعلاه)
قال تعالى في الاية 22 من سورة المجادلة :
( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون.
والمتأمل في صفات حزب الله من خلال الايات اعلاه ، بمكنه استخلاص الاتي:
- البراءة من اعداء الله ورسوله ظاهرا وباطنا ، ظاهرا في الولاء ، وباطنا في المودة
- اعلان الولاء لله ورسوله والمؤمنين ، ظاهرا وباطنا ، الولاء ظاهرا ، والمودة باطنا
- لا يردهم عما هم فيه من طاعة الله ، وقتال أعدائه ، وإقامة الحدود ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا يردهم عن ذلك راد ، ولا يصدهم عنه صاد ، ولا يحيك فيهم لوم لائم ولا عذل عاذل
- اقامة الصلاة ، وليس مجرد التادية فقط ، بل صلة وتواصل مع الله تعالى ، انعتاق العبد من الدنيا والتوجه المخلص لله الخالق ، تأهيل النفس على الانقياد المطلق لله ، وتخليص النوايا من الشوائب ، ليكون الله وحده الغاية في كل عمل يؤديه العبد
- ايتاء الزكاة ،الاثبات العملي لصحة الصلة مع الله تعالى ، وان الصلاة التي اداها الفرد لله تعالى في مجال التطبيق العملي الصحيح ،لتأتي في صورتين ، الاولى الطاعة لله في أداء ركن ملزم من اركان الاسلام بما جعله الله حقا للمستحق في مال القادر ، والثانية ؛ الطاعة في المشاركة الانسانية الفعالة ، فيما يمليه واجب التكافل الاجتماعي وأمن المجتمع المسلم
- علاقة الحب المتبادل بين الله والمؤمنين ، ولا اجد في اي من تعابير الحب ومندرجاته ارقى من هذه الكلمة (يحبهم ويحبونه ) ، وكيف يتأتى لقلب مؤمن ان يجمع الى حب الله تعالى محبة الظالمين والطغاة والبغاة ، هذا مستحيل ، فالحب ضابط الحركة في حياة الانسان ، فاذا اردت ان تكون ربانيا ، تحمل وسام حب الله لك ، يعني انضباط نبضات قلبك وحراكك مع الواقع من حولك وفقا لمعيار الحب في الله ولله ، فلا تحب الا فيه ولا تبغض الا فيه سبحانه ، وعندها لا يتسع قلبك الا لحب الله ورسوله والصالحين !!
وحب الله يتطلب المعرفة الحقة لله تعالى ، فمن عرف الله احبه ، ومن أحبه أطاعه ، ومن أطاعه ارتقى الى درجة المحبين ، فان فعلت فقد أدركت سر وجودك وحققت الغاية من خلقك !!.
والحب مسالة فطرية ، فان لم تحب الله فسوف يتعلق قلبك بحب غيره ، والحب في الله عين التوحيد ، والحب مع الله عين الشرك
وعليه !!!
نجد ثلاث مظاهر تميز الثلة المباركة " حزب الله "
المظهر الاول : الرغبة في العمل لاقامة دولة الاسلام ،ونصرة شريعة الله تعالى ،وتحقيق وحدة الامة ، واحياء السنة ، واخضاع العالم كله لكلمة الله .
المظهر الثاني : استجماع اخلاق بعينها
المظهر الثالث :قطع الصلة القلبية والظاهرية باعداء الله تعالى وتمتينها مع اولياء الله تعالى
واي اخلال بواحدة من هذه المظاهر الثلاث ، يعني انحرافا عن هذا الاتجاه
مظاهر يمكن اعتبارها مثقالا لتحديد حقيقة ما عليه اي جماعة او حزب او تنظيم
وكل ما سبق من معاني يلخصه ذلك الشعار الذي اعلنة الامام حسن البنا رحمه الله تعالى :
" الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن امامنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله اسمى امانينا "

» في ظل آية (بين هداية الله وضلال العباد)
» سنن الله تعالى في الكون والناس
» "لا اله الا الله " نور القلوب
» سلام الله عليك أمي
» استغفر الله العظيم