انا والببغاء

انا والببغاء

ارسلت احدى الاخوات الماجدات حفظها الله تنصح فيما رأته أمرا مفيدا للمسلمين

والرأي ان استخدم خدمة الجوال ، فاخرج للناس متحدثا اليهم بالصوت والصورة.

وأظنها تقصد اليوميات الرمضانية التي ارسلها عبر المجموعات والبريد الالكتروني.

وقد حمدت الله ان شيطان الغرور قد صفد فيمن صفد ، والاخت معذورة ومشكورة

ولولا ان ابني نبهني بعدم توفر الخدمة المطلوبة ، لكنتم الآن تستمعون الى صوت نشاذ

حتى ان ببغائي الهارب (رامبو) رفض ان يتعلم بصوتي واختار صوتا انثويا عذبا ،

فقد اتخذ ابنتي معلمة له، بعكس ببغائي الجديد (كوكي ) ، فقد رضي بي بكل اسف

فجاء صوته خشبيا ، حتى وهو يلقي السلام ، او يغني اسمي بكل الالوان .

ولي مع ببغائي الهارب "رامبو " حكاية :

فقد راح يوميا يطلق العنان لصوته الانثوي الجميل مغنيا بعض محفوظاته

وعلى راسها " أمين حبيبي " يتبعها بزغردة طويلة..."زغلوطة او زلغوطة".

وصوته هذا يصل الى مسافات بطول الحارة وعرضها .

وصباح ذات يوم ، وابني ينتظر في الفرن تجهيز مناقيش الزعتر والجبن

اذ بصاحبنا (رامبو) يبدأ باغنيته المحببة ، وأطال وأجاد

فانتبه ابني الى الفران يقول لمن عنده:

" لدينا في الحارة مجنونة ، تخرج الينا كل يوم بهذا الموال"

وراح يلقي درسا في الادب وضروة تنبيه اهلها ....الخ ،

واذ بابني يضحك ملىء شدقيه ، والحضور يعجبون من رد فعله

حتى أخبرهم بقصة الببغاء ، فانقلب الامر الى شيء من النكته الصباحية.

*****
عندما كنت في الرابعة عشر من عمري او قريبا من ذلك ، كنت أرحل صيفا الى خيمة

ابنيها على سطح دارنا ، وامضي فيها معظم وقتي الى جانب قرآني وكتبي وقلمي.

وكنت حينها معجبا بفتوتي وصوتي ( يبدو انه لم يجرؤ احد على تنبيهي في شان صوتي)

وكان على الناس ان يعانوا ويصبروا ، اذ صبحتهم بتلاوتي لكتاب الله باعلى ما مكنتني

حنجرتي من قوة الصوت ، ولا اكتمكم سرا ، فقد كنت مسرورا بصوتي ، اذ كنت اظنه جميلا

ولم يكن امامي غير كتاب الله لأختبر صوتي ، فلم أُفطر على حب الغناء ،ولم أحفظ اغنية قط

وبقي الامر كذلك حتى فضحني ببغائي

فاشكروا الله انه ليس لدينا خدمة الصوت والصورة

والف شكر للاخت الفاضلة التي احسنت الظن بنا

أمين قلاوون