موسم القطاف

موضوع: موسم القطاف الثلاثاء أكتوبر 30, 2012 1:01 am

موسم القطاف

‏
واخيرا حمي موسم القطاف

ودبت الحياة في اوصال راسنحاش

في حقولها وبراريها ، في كل مكان انتصبت به شجرة زيتون

شمر الناس سواعد الجد وبكروا جميعا الى حقولهم والسعادة تملأ الوجوه

تراهم زرافات ، العائلة باكملها ، الجد هنا وكذلك الاحفاد

طريقة القطاف تقليدية جدا ، مدت تحت الشجر مدادات من البلاستك المقوى او الخيش

وتوجيهات راعي الحقل واضحة ، القطاف باليد ، وممنوع الضرب بالعصا

فالضرب بالعصا فيه المضرة لشجرة الحنان ، وقساوة لا تليق بحق الطيبة المباركة

ويبدأ العمل ، ومعه لا تنتهي ثرثرة النساء ، فالنهار طويل والعمل متعب ، ويستحيل الصمت

وللرجال كذلك فرصتهم

تحتضن الخالة (الزيتونة ) احدهم ، ويعتلي اغصانها ، فيلوح له آخر في البستان المقابل ،

ولن يبرحا مكانهما حتى يتبادلا السلام والكلام ، والاستفسار عن الاولاد والاحوال

وربما تناقشا في مسائل البلد والوطن والامة

وهناك على تل آخر ، اثنان آخران ، يتضاحكان بصوت عال يتردد صداه في المكان

ولا بد ان يصلك بعض السباب والشتائم والتحقير ، بما يسمونه مزاحا ثقيلا.

يمتزج كل ذلك مع ضحكات الاطفال ، يتقافزون هنا وهناك

وكلها طقوس ومراسم معتمدة ومألوفة في مثل هذه المواسم

وطبعا طعام الغداء من أهم تلك المراسم

وسوف يكون مختلفا تماما ، شكلا ومضمونا، لكنه مميزا بالطبع

فالمائدة اليوم فوق التراب ، والايدي مغبرة ، والطعام اعد بما يتلائم وسرعة التحضير

والكل تحلق حول المائدة اما مقرفصا او متربعا ،

ومع ذلك فالكل سعيد ، وقد منَّ النفس بمثل هذه الجلسة رغم ازعاجها

.....

ولا ينقضي هذا الموسم مع الناس في الحقول

بل هناك آخرون يمارسون مراسم أخرى في مكان آخر ...في المعصرة

هناك حيث ينتظر راعي البستان نتيجة حصاده

النشاط والحركة هنا لا ينقطعان

عمل منظم ومسؤولية وامانة

ومراحل يحتاجها العمل ، ابتداء من غسل حب الزيتون ، ثم هرسه باحجار الطاحون مع الماء

وبعدها يتحول الزيتون الى مادة مطحونة يختلط فيها الماء والزيت وتفل الزيتون

ثم توضع المادة في خوص خاصة ، يتم عرضها على مكبس ضخم

هنا ، يتم فصل السوائل عن تفل الزيتون ويسمى عندها جفتا

ثم يتم فرز الماء عن الزيت ، ويتحول الماء الى ما يسمى زبارا

وهكذا من زيتونة لا شرقية ولا غربية ، بات لدينا دهن وصبغ للاكلين

واترككم الان مع قصة بحث علمي رائع بطله زيت الزيتون

مادة " الميثالويثونيدز "

وهي مادة بروتينية يفرزها مخ الانسان والحيوان بكميات قليلة ،

هذه المادة تحتوي على الكبريت، لذلك يمكنها الاتحاد بسهولة مع الزنك

والحديد والفوسفور ، وهي مادة هامة جدا لحيوية جسم الانسان ( خفض

الكوليسترول ، التمثيل الغذائي ، تقوية القلب وضبط التنفس) .

يزداد افراز المادة من مخ الانسان تدريجيا من سن الخامسة عشر الى

سن الخامسة والثلاثين ، ثم يقل تدريجيا ايضا حتى الستين ،

لذلك هي مادة تحتاج الى تدعيم اذ ليس من السهولة الحصول عليها ،

وخاصة للتخفيف من أعراض الشيخوخة ،

وبعد البحث والنظر في انواع النباتات ، قام به فريق من العلماء اليابانيين ،

عثروا على المادة في نوعين من النباتات فقط .....فقط...التين والزيتون......

ولنقرأ قوله تعالى، في سورة التين : بعد الاشارة الى التين والزيتون بصيغة

القسم للدلالة على ما تحملانه من الخير والبركة ، وبما يستدعي التدقيق

والنظر، ويوحي للمدققين والناظرين لارتباط نفعهما بما يصلح الجسد

وخاصة بما يبقي القيم الكيميائية التي يحتويها بالصيغة التي خلقه الله عليها

وهي الاحسن والاقوم ، وقبل ان يفسدها الانسان بالمعاصي ، وبما يلقم به

جسده من محرمات ومنكرات كالخمر والتبغ ولحم الخنزير والمخدرات وغيرها

بما يؤدي في النهاية الى تغيير حقيقي في كمياء الجسد ، كما يغير من كمياء

الروح ، وبعد ان كان انسانا سويا في قلبه وقالبه ، اذ هو يتردي الى

أسفل سافلين ، ايضا في قلبه وقالبه ،

يا لها من صورة قرآنية رائعة فتخيل يا رعاك الله،

" لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين "

********

ملاحظة:
ذكر التين في القرآن الكريم مرة واحدة ، فيما ذكر الزيتون ست مرات ، نسبة ( 1/7 ) 1 تين و6 زيتون ،

وبعد اختبار اجراه علماء يابانيون النسبة هذه وجدوا ان لهذه المعادلة افضل تأثير

" خاطرة في بالي رجاء أن تلقوا لها بالا

أمين قلاوون