فليحذر الطائعون

فليحذر الطائعون
***********
آفتان تترصد الطائعين ، وتستغفل العابدين ، فاحذرهما

اما الآفة الاولى فانها تُكسبهم الوزر ،

فيما الآفة الثانية ، فانها توهن الاجر

ومن أمر الاولى ؛ فاعجاب الطائعين بما قدموه من اعمال الطاعة

فهو بذلك بين مُمتنٍّ بعمله ، والممتن على الله جاحد لنعمه

او هو مُدِلٌ به ، والمدل بعمله مجترئ على الله ، والمجترئ عاص

ومن أمر الثانية ؛ الركون الى ما قدم ، والثقة بما أسلف

فهو بذلك ايضا بين متّكل على ما قدم ، مقصر بما يُستَقبل

أو واثق آمن بنتاج عمله ، ومن أمن لم يخف

ومن لم يخف الله عز وجل هانت عليه الطاعات

وللفضيل بن عياض مقالة جميلة :

" رهبة المرء من الله تعالى على قدر علمه بالله تعالى "

و أبو سليمانَ الدَّارانيُّ يقول : "ما فارَقَ الخوفُ قلبًا إلاَّ خرِب"

وهذا الصديق لا يأمن على نفسه ولو دخلت قدمه الجنة

"والله لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله"

وهل يحلو الوجود بلا أمان ؟

ومن يأمن عاقبة ذنب ولو تبرأ منه وتاب

او عمر يبقى لا تدري مآلك منه ، فالايام انقلاب

رب نازلة تصبك فيه فتودي بك الى الخراب

او تبقى على عين الاله ، فتسمو فوق السحاب

قسا قلبي ، لما جفوت قربك ، فعز المصاب

فاني وان ضللت ، فمنك نور هدايتي من غير ارتياب

فيا سيدي لا تخزني في صحائفي يوم الحساب

كثرت مني الذنوب والخطايا ، وضاقت بي الاسباب

فيا رب قلبي يرجو عفوك ويخشى سوء العقاب

فاغفر ذلتي وارحم فؤادي ،واهدني الى خير مآب

************

أمين قلاوون