العفو عن هفوات الاخوان

قيل لانوشروان : هل من أحد لا عيب فيه ؟

قال : من لا موت له .!!

اخي : لو تأملت لوجدت انه ليس من مبرأ من سهو وزلل

ولا سليم من نقص أو خلل، واذا لهان عليك ان تسارع بالعفو عن

هفوات اخوانك ، فكما تدين تدان .

واعلم انه لا زال العتب مستقبحا على اي حال ، والكرم سجية الرجال

فبادر الى الصفح تكرما ، واقلع عن العتاب تنطعا ، واظفر بشكر النعمة

ببلوغك مراتب الحكمة ، واظفر بعدها بحسن الصحبة

حكي ان غلاما هاشميا عربد على قوم ، فاراد عمه ان يسيء به

فقال : يا عم إني قد أسأت وليس معي عقلي ، فلا تسيء بي

ومعك عقلك .

فهل امتع للانسان من عقل يهديه الى الهدى ، او يرده عن ردى ؟

وقد قال لقمان لابنه : يا بني كذَبَ من قال ان الشر بالشر يُطفأ

فان كان صادقا فليوقد نارين ، ولينظر هل تطفىء احداهما الاخرى؟

فكيف بك بعد كل هذا ، وانت تدّعي انك من ورثة الانبياء ، وانك

تحمل سراج نور ، ومشعل هداية ، ثم لا تصبر على هفوة احدهم

و تتدرع بلبوس الحق وتمتشق سيف العدل وتسد عليه منافذ الرحمة

وتفرح بموقف يدينك اكثر مما ينفعك ، وقد نصبت نفسك قاضيا

ونفسك اكثر حاجة لترأف بها ، فاسلك بها طريق العافية

واوردها موارد الرحمة ، واكسيها لباس الطيبة والتواضع

وعلمها مزية الصفح والعفو ، تلك هي طريق الدعاة بحق

أمين قلاوون