كي نستحق رحمة الله (مدارج الصالحين)

كي نستحق رحمة الله
*************

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أَنَّهُ قَالَ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِ كَتَبَهُ وَهُوَ مَوْضُوعٌ تَحْتَ الْعَرْشِ :

" إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " .

فالله الله يا عباد الله

ما طابت الدنيا الا بذكره وعفوه

ولا طابت الجنة الا برؤيته

فطيبوا انفسكم بذكر الله وحبه

وتذكروا !!

ان الجنة حفت بالمكاره ، وان النار حفت بالشهوات

اذكروا من الجنة ما شئتم ، فما تذكرون منها شيئا الا وهي افضل

واذكروا من النار ما شئتم ، ولا تذكرون منها شيئا الا وهي اشد منه واعظم

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا " .

الا يخيفكم قول ابو الدرداء رضي الله عنه

يلقى على أهل النار الجوع ، فيعدل عندهم ما فيه من العذاب ،

فيستغيثون بالطعام ، فيغاثون بالضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع

فيستغيثون فبغاثون بطعام ذي غصة

فيذكرون انهم كانوا يجيزون الغصة بالشراب ،

فيستغيثون بالشراب ، فيغاثون بالحميم ، ينالونه بكلاليب من حديد ،

فاذا دنا منهم شوى وجوههم ، واذا دخل بطونهم قطع ما في بطونهم

يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟

" ألا مشمر لها ؟ هي ورب الكعبة ريحانة تهتز، ونور يتلألأ ، ونهر مطرد،

وزوجة لا تموت ، في حبور ونعيم ، ومقام في أبد"

فقالوا : نحن المشمرون لها يا رسول الله

قال : قولوا : ان شاء الله

احبائي

كتب علي بن ابي طالب كتابا الى العباس رضي الله عنهما

فكان مما جاء فيه :

" فلا تكن بما نلته من دنياك فرحا ، ولا لما فاتك منها ترِحا

ولا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ، ويؤخر التوبة بطول الأمل "

وكان مما قاله الحسن البصري رحمه الله :

" ما أطال عبد الأمل الا أساء العمل"

والامل كالسراب غرَّ من رآه ، وخاب من رجاه

اخواني

ليس كالدنيا ملهاة لنا عن الآخرة ، فلنصرف حبها عن قلوبنا

فانما نحن مفارقوها ، فلنعرض عنها قبل ان تُعرض عنا

فمن آمن بالآخرة لم يحرص على الدنيا ،

ومن أيقن بالمجازاة لم يؤثر على الحُسنى

فكيف لعبد يعتقد نفسه عاقلا وقد وعى ما اعد الله له من كرامات !

كيف له ان ياتي الله يوم القيامة وقد بغى على نفسه بالتقصير !

فهل بقي لنا الا التشمير عن ساعد الجد ، واغتنام بقية الاجل

بخير العمل ؟.

عمل نستحق معه رحمة الله

****

أمين قلاوون