رحيق الايمان (3) الخباب بن الارت

رحيق الايمان
***********
أراك تعني محمدا !!!
ويهز " خباب بن الارت " راسه المفعم بالغبطة
نعم ، انه هو
ومعها تنهال اللكمات على وجهه ، ويذهب في غيبوبة
ولينضم بعدها الى قائمة المعذبين والمضطهدين
وكان حظه من العذاب عظيما كما حظه من الايمان
ويزيد في عزيمته صمود وتضحيات من سبق من اهل الايمان
يسمعها " الخباب" من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما يسمع منه البشارة
" وليُتمَّن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من " صنعاء"
الى "حضرموت " لا يخشى الا الله عز وجل ، والذئب على غنمه
ولكنكم تعجلون ".
ويخوض الخباب الاهوال ، يوضع الحديد المحمّى على راسه
يلهبه ويشويه .
وكل همه ان يُريَ ربه ورسوله ما يحبان من تصميم وصبر وتضحية
فاستحق معها الخباب جائزة رسول الله صلى الله عليه وسلم
اذ يرفع الرسول كفيه المبسوطتين الى السماء
اللهم انصر خبابا
اللهم انصر خبابا
************

يعمد السحرة في زما ننا الى زرع الريبة بشان أهل الحق ، حتى لكأني اسمع البعض يتسائل ، لو كنتم على الحق لنصركم الله ، ولكنه لم يفعل ،
وينسى الناس في عز الغفلة وتاثير السحرة (الاعلام) ممن لا يرتابون اطلاقا بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من الحق
، دون ان يمنع ذلك ابتلائهم وصبرهم وجهادهم ، لانهم امام سنة التكليف
وما يقتضيه التكليف من مجاهدة ومكابدة

ومنطلق التكليف هنا هو سر وجود الانسان في هذه الدنيا ، وما يقتضيه مفهوم العبودية لله عز وجل ، فالتكليف سنة ماضية ، ومقتضيات التكليف ؛ تحمل المشاق ومواجهة الصعاب والصبر والاحتساب واليقين

و الابتلاء والصبر والمجاهدة والتضحية ، قيم عظيمة وميزة كريمة ، لا بد ان يتميز بها صدق الصادقين ، وبلاء المجاهدين
فلو كان الانتصار للحق باللسان كافيا ، لاستوى الصادقين والمنافقين ، ولكن اقتضت عدالة الله التمييز بين الغث والثمين ، وبين الصادقين والكاذبين ، وبين الصابرين والمتعجلين

» رحيق الايمان (4) صهيب بن سنان
» رحيق الايمان (2) خديجة بنت خويلد
» رحيق الايمان (1)عثمان بن عفان
» من رخيق الايمان (بقع ضوء جميلة )
» ميزان الايمان في بناء الانسان (مدارج الصالحين)