سر السعادة (مدارج الصالحين )

سر السعادة

فاجأني بقوله " لست سعيدا يا استاذي"

قال ذلك عند اول تعارف بيننا ، كان عنوانا ثقيل الوطىء لحديث امتد لنصف ساعة

طغى عليه حزن دفين ، رغم ان محدثي طالب سنة رابعة في كلية الطب.

سالني هل انت سعيد؟

قلت نعم ، كنت وما زلت بفضل الله ارفل في هذه النعمة ،

فقد ادركت سر السعادة صغيرا

ادركتها في التوجيهات الاسرية ، وتحت قبة المسجد العتيق في حلق التربية الدينية

وادركتها في حياة الاخوة المباركة ، وشعارنا في ذلك قوله تعالى "

" انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى " (الكهف-13) .

وادركتها في العمل المشترك لخدمة هدف وقيمة

لا فرق ان يكون عملا طلابيا او كشفيا او اجتماعيا او. او. او......

ادركتها بنجاحي الدائم في تحقيقي للاهداف المرجوة بفضل الله ، سواء

كان ذلك في مراحل الدراسة او الزواج او العمل وغيرها .

تسعد فعلا عندما تجعل لحياتك قيمة ومعنى ، عندما تحدد اهدافك على ضوء طموحاتك

ثم ترسم المسارات الموصلة الى تلك الاهداف ،

وبعدها تحث الخطى بثقة وثبات عبر تلك المسارات

باتجاه اهدافك ، متوكلا على الله عز وجل ، واثقا من توفيقه وتسديده لخطوك

وتذكر دائما الحديث القدسي الذي فيه " انا عند ظن عبدي بي "

كل منا قادر على استكشاف سر السعادة في ذاته ، في اعماق نفسه وروحه

سر السعادة يكمن في داخل كل منا ، وبالامكان ادراكه

ندركه حينما يغمرنا احساس قوي باننا قادرون على اداء مهماتنا على افضل صورة ممكنة

ان نجعل الاحسن ، احسن ما يكون ، و تمنع الاسوا ان يكون اسوا مما هو عليه

نحقق سعادتنا عندما نطلق الافكار ، لتاخذ دورها على مسرح الحياة

لتفعل فعلها كقيمة مضافة ، في اطار سنة التدافع الكونية ،

لتكون لبنة يرتفع بها بنيان الحضارة الانسانية ،

بداية الطريق ان تكتشف امكانياتك ، وقدرتك على المساهمة في هذا المجتمع

فكل منا خلق لما هو ميسر له ، كل منا لديه ايجابيات ، يمكن استثمارها في اطار اختصاصه

خدمة للمجتمع والامة ،

فالخطوة الاولى ان تكتشف بنفسك هذه الايجابيات.

والخطوة الثانية ان تثق بقدرتك على النجاح ، وان تثق بتوفيق الله ، وان لا تياس وتستسلم للفشل

دائما هناك بدائل ، فتش عن تلك البدائل .وليكن الفشل دافعك لتقييم ادائك ومكامن الخلل ثم الاعتبار

الخطوة الثالثة ، ربما وجدت من يشاركك اهدافك وطموحاتك ، وفي الاتحاد قوة ،

والتعاون على البر مسالة واجبة شرعا ، واشدد عضدك باخيك ،

والمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص ..الخ

ثم ان هذه المشاركة تؤدي الى حال من التفاعل الايجابي الى جانب حشد الطاقات ،

هذا التفاعل يساعد على تسديد الاداء وترشيده ، وضبطه في اطار المسارات المرسومة.

الخطوة الرابعة ، تكمن في التعقل ، لان مآل التهور دائما الى فشل ،

والتعقل يستدعي رسم مسارات اكثر واقعية ، واكتشاف الممكن فيما هو متاح ، الامر الذي يوفر الجهود

ويقلل احتمالات الفشل ، ويحقق الاهداف باقل التكاليف في الوقت والجهد والقيمة.

الخطوة الخامسة : ان تنظر للحياة بشكل ايجابي ، وبنفس الوقت ، لا تنتظر ان توهب لك السعادة
من الاخرين، انما العكس هو الصحيح ، في ان تحقق السعادة عبر مساهماتك في اسعاد من حولك

في بلسمة جراح الاخرين ، في الحنو على اليتيم ، في كسوة مسكين ، في اغاثة الملهوف

في اعانة ارملة ، في رعاية عجوز ..الخ

سوف تكتشف سعادة لا تضاهى عبر ابتسامة صادقة ودعاء بالرضى ،

سوف تكتشف الانسان في داخلك

وجمال روحك وسمو نفسك

وسر سعادتك

أمين قلاوون

» الى أمي (مدارج الصالحين)
» الاخلاص (مدارج الصالحين)
» يوم الفرقان (مدارج الصالحين)
» في لطف المزاح (مدارج الصالحين )
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )