وعد الله الحق (مدارج الصالحين)

وعد الله الحق
***********

قال تعالى :

وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) الاعراف)

انه وعد الله ، وعدٌ استيقنته النفوس المؤمنة وهي ما زالت تعارك الباطل

في ميادين الحياة الدنيا، فاقدمت ، رايتها الحق ، ومبتغاها العدل ، ومطمعها

في رضى الله وقبوله ، والثمن المبذول الدم ، فالسلعة المعروضة الجنة ،

وسلعة الله غالية .

ينادي اصحاب الجنة أصحاب النار ، وقد اطمئنوا الى ما هم عليه من تحقق

وعد الله ، بكل ما يحمل السؤال من معاني السخرية والشماتة ،

وقد استيقنوا مصيرهم جزاء وفاقا ، بما كانوا عليه من ظلم لعباد الله ،

استحقوا بنتيجته لعنة الله من قبل ان ينالهم عقابه ،

ويتحقق فيهم وعده ووعيده.

لعنة الله على الظالمين ، حكم أنزله الله فيمن كان دأبه الصد عن

سبيل الله ، وغايته وبغيته الاعوجاج ، وكفر بالآخرة .

هن ثلاث مكملات ، فمن كفر بالآخرة ، وأنكر الحساب والجزاء ،

فلا شيء يردعه عن الاعوجاج ، والاستقامة ليس لها سوى

صورة واحدة ، صورة المضي على طريق الله وشرعه ، بما

يهدفه من تحقيق العدل وصلاح الانسان في جميع شأنه ، فغاية

الشريعة هو الانسان ، وتحقيق كرامته وحريته ، ووسيلة ذلك

العدل في شتى مناحي الحياة ، وكل ما عدا ذلك فهو اعوجاج ،

فكيف ان كان هذا الاعوجاج متعمدا .

طريق الاستقامة واحد ، وما سواه سبل متفرقة ومفرقة ، دروب

يعتريها الظلم والظلام ، فأنّى يتأتى لسالكيها السلام والامان ،

وهل يؤتمن الكافر ، وكيف يؤتمن من خان الله ورسوله ،وقد ضيع

الحقوق ، وبغى في الارض ، وارتكب الاثام ، وقتل النفس المحرمة

بغير حق مرتكبا افظع المجازر ، ونهب الاموال ، يراكمها في بنوك

سويسرا وغيرها ، بقدر ما يراكم في حقه لعنة الله ، ووعد الله ووعيده .

أما والله إن الظلم لؤمٌ.............وما زال المسيء هو الظلوم

الى ديان يوم الدين نمضي.......وعند الله تجتمع الخصوم

ستعلم في الحساب اذا التقينا ...غدا عند الاله من الملوم

فكيف بالله عليكم بحاكم قد بغى على شعبه ، اذ حكمهم بقوة

الحديد والنار ، بواسطة انقلاب عسكري ، واذاقهم من الويلات

ما اذاقهم ، وشرد منهم من شرد، وقتل منهم من قتل ، وافقر

منهم من أفقر ، وسجونه شاهدة على مجازر يقشعر لها

الابدان ، حتى لم يبقى وصف للظلم الا وتحقق في ظل

هذا النظام الباغي ، بما فيه الزام الناس بالسجود لصورة

الحاكم ، ابعد كل هذا العتو ينبري لنا من يدعي بالدين والحق

معرفة ، لينافح عن هذا النظام الكافر بحجة الممانعة ؟.

كذبوا اذ قالوا ما قالوه ، انما هي مصالح متبادلة ، واستعلاء

الباطل في وجه الحق ، الا يعلم اولائك أن دولة الباطل ساعة

ودولة الحق حتى قيام الساعة ؟

الا يعلم اولائك ان الله يمهل ولا يهمل ؟

أخبروني !كيف يجتمع في قلب امرىء حب الله ورسوله

وموالاة الظالمين ؟

انه الكذب والنفاق والظلم بعينه ،

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .
***********

أمين قلاوون

» ففروا الى الله (مدارج الصالحين)
» كي نستحق رحمة الله (مدارج الصالحين)
» دع نور الله يملآ قلبك (مدارج الصالحين )
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )
» الى أمي (مدارج الصالحين)