لبنان اي وطن ....(الحلقة الثالثة عشر )

لبنان اي وطن .....(الحلقة الثالثة عشر )
*****************************

الماروني يكتب تاريخه كل يوم !!
*********************
لماذا يصرالموارنة على انتسابهم الى الفينيقيين تارة والى المردة دائما،

ذلك الشعب الغريب الذي تركه البيزنطيون خلفهم واستخدموهم في

مواجهة الدولة الاسلامية .

ينبري "جوناثان رندل" للاجابة على هذا السؤال في كتابه

"حرب الألف سنة حتى آخر مسيحي" بقوله:

"الجواب بسيط جدا، بهذه الصلة مع الفينيقيين والمردة يستطيع

مسيحيو لبنان أن ينفصلوا عن العرب والاسلام، أصبح هذا الأمر

اهتماما ثابتا لدى الموارنة منذ القرن التاسع عشر ، وبات كل ما

يدعم نظريتهم حول وجودهم ما قبل الاسلام يصب الحب في

طاحونتهم ،أو بشكل أدق يرضي جانبا من العقل الماروني الذي

يرفض العالم العربي وثقافته".

لقد أصبح بعض مؤرخي الموارنة مهووسين بالتاريخ والايديولوجية

المارونية ، لقد جعل فؤاد أفرام البستاني" أحد هؤلاء المهووسين"

الموارنة أهم شعوب الدنيا ، كيف لا وهم وارثوا ستة آلاف سنة

من التاريخ على حد قوله ، ترى ؛ هل كان القديس مارون لو كان

حيا ليقبل بمثل هذا الدجل ؟.

لقد عمل مفكروا الموارنة في القرون الأخيرة على إعادة كتابة التاريخ

بما يخدم حاجتهم في إنشاء كيان مستقل يكون للموارنة فيه اليد

العليا ، ويتجذر في الارض استنادا الى تاريخ ونضال مصطنعين ، بما

يكفي لاستجداء بقائه بضمانة أمم الشرق والغرب ، لذلك لن يمل

الموارنة من اعادة كتابة التاريخ كلما لزم الأمر ، وبالتالي سوف

يبقى للطوائف الأخرى مفهوما آخر للتاريخ ، وسيبقى هذا الأمر

محل نقاش وخلاف الى أن يقرر اللبنانيون جميعا أن يعيشوا حلما

واحدا ، والتاريخ لا يعترف بتزييف الحقائق ، والحلم القابل للتحقق

هوذاك الذي يتماهى دائما مع الحقيقة.

منذ قيام لبنان كدولة وثمة تياران يتصارعان فيه ، تيار قاده الموارنة

إدعى الخصوصية اللبنانية ، وأن اللبنانيون أمة قائمة بذاتها ،الأمر

الذي اضطرهم الى مثل هذه الادعاءات (الفينيقية – لبنان الملجأ

بلد الاشعاع والحرف الخ) .

وتيار إجتماعي آخر إسمه العروبة ، كان من بين أركانه ومفكريه أيضا

بعض الموارنة ، الى جانب كل اللبنانيين الآخرين الرافضين لتزييف

الحقائق ، ولسلخ لبنان عن محيطه وتاريخه الحقيقي.

لقد أدى إختلاف المفاهيم الى صراع التيارين حول هوية لبنان

وكل موضوع أساسي فيه ،ولقد جاهد سياسيو الموارنة دائما

الى انتزاع اعتراف الفريق الآخر بلبنان كأمة ووطن نهائي ودائم

فيما جاهد الآخرون لانتزاع اعتراف الموارنة بلبنان ذو انتماء عربي

أصيل وأن تاريخه لا ينسلخ عن تاريخ الأمة العربية وتراثها .

ترى ! هل فات مفكروا الموارنة القوميون أنهم بدعوتهم هذه

يؤسسون لاستمرار الصراع وبالتالي الفتنة ؟.

لقد تصاعد الجدل حول تاريخ لبنان إبان الحرب الاهلية التي نشبت

عام 1975، حتى أن بعض القادة اللبنانيون الميدانيون كان يرى أن

هذه الحرب تهدف أساسا الى تحديد ماهية التاريخ الصحيح للبنان

وبالتالي لابد أن تكون المسألة جزءا من أي اتفاق لوقف الحرب.

وبالفعل شرع الدروز خلال الحرب بتدريس مادة التاريخ في مدارس

الشوف بسرد مختلف عن ذلك المعتمد رسميا.

لقد حاول الموارنة استمالة الدروز الى جانبهم ودفعهم للقبول

بتاريخ مشترك ، وظنوا أنهم بتمجيد الامير المعني الدرزي فخر

الدين واعتباره بطلا له مكانة مميزة في التاريخ اللبناني المسرود

برؤية مارونية يمكنهم تحقيق ذلك ،وأقاموا له تمثالا برونزيا في

دير القمر. لكن خاب فألهم ، فالدروز طالما نظروا الى أفعال الموارنة

بريبة شديدة لذلك كان ردهم يوم سيطروا على منطقة الشوف

تحطيم ذلك التمثال في الوقت الذي كانت صورة الامير فخر الدين

تتصدر جدران صالوناتهم .

انما أرادوا بتدميرالتمثال، تحطيم ذلك الزيف الذي دأب الموارنة على

الباسه للتاريخ اللبناني.

سنة 1935 نشر الاستاذان زكي نقاش وعمر فروخ كتابا للتاريخ

المدرسي خاص بالصفوف الابتدائية بعنوان "تاريخ سورية ولبنان"

أرادا من خلال هذا الكتاب ربط تاريخ لبنان بمحيطه العربي

والاسلامي وخاصة محيطه السوري ، وبالتالي رفض أي تأريخ

خاص بلبنان .

لقد كان رد المؤسسة المسيحية سريعا ، ففي خلال سنتين فقط

تم اصدار كتاب بعنوان " موجز تاريخ لبنان " تأليف " أسد رستم

وفؤاد أفرام البستاني " كان الهدف منه التأكيد على التاريخ الخاص

بلبنان. الى جانب ذلك صدر العديد من الكتب في نفس المجال

ولذات الاسباب.

والى يومنا هذا مازال اللبنانيون ينتظرون تنفيد ما اتفق عليه من ضمن

شروط وقف الحرب ، بأن يعمد أهل الاختصاص بكتابة تاريخ مدرسي

موحد يرضي الحقيقة أولا واللبنانيين عامة ، ويجري تعميمه الزاميا

فوق الاراضي اللبنانية بكاملها

وفي ذلك يقول الدكتور كمال الصليبي : " المؤكد هو أن أية تسوية

سياسية في البلد ، لا يمكن أن يكتب لها الدوام إن هي لم تأخذ

مسائل التاريخ في إعتبارها . وقبل أن يأمل أهل لبنان في الوصول

الى درجة من التضامن الاجتماعي تمكنهم من الوقوف جنبا الى

جنب كجماعة سياسية منسجمة وقابلة للديمومة ، عليهم أن

يعرفوا بدقة من هم ، وما ارتباطهم بالعالم المحيط بهم . لهذا ،

عليهم أن يعرفوا بدقة لماذا هم لبنانيون ، وكيف أصبحوا لبنانيين ،

وهم لم يكونوا في الأصل الا مجموعة من الطوائف المتفرقة صودف

تواجدها في بقعة واحدة من الارض . واذا لم يفعلوا ذلك فانهم

سيستمرون في البقاء مجموعة من العشائر البدائية المتنافرة

أصلا ، تسمي نفسها "عائلات روحية" دون أن يكون لها بالضرورة

أية علاقة بالروحانيات، ويشك كل طرف منها في كل طرف آخر

وعلى كل صعيد. وسيظلون جميعا على حذر دائم ، يطلقون

مجساتهم الى العالم الخارجي في كل الاتجاهات لسبر ما يمكن

الحصول عليه هنا أو هناك من مساعدة ودعم استعدادا لجولة

أخرى من النزاع المكشوف".

» لبنان اي وطن (الحلقة الثالثة )
» سوريا .....نهاية مرحلة (الحلقة الثالثة )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الثالثة )
» لبنان اي وطن ...(الحلقة الثامنة )
» لبنان اي وطن .......(الحلقة التاسعة)