على مشارف الانهيار

على مشارف الانهيار

منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما ، ومراكز الابحاث الاميركية ذات الصلة بالقرار

الاداري الاميركي ، تحذر من تعاظم الدور الصيني على مستوى العالم ، وان على

الولايات المتحدة الاميركية تدارك ذلك حتى لا تفقد دورها كقوة عظمى متفردة

في حكم العالم .

فهل يكون العام 2020 عام المواجهة والتحدي مع الصين ؟؟

بطبيعة الحال ، لا يمكن لاميركا ان تسلم للصين او لغيرها بالدور الذي تلعبه على

مستوى العالم ، لكن مسار الامور لم يعد في صالح اميركا ، وما لم تسارع الى

تدارك الامر بتسوية ما مع الصين تحديدا ، فان هذه الاخيرة وفقا لمراكز الابحاث

نفسها سوف تنتزع الريادة والقيادة من اميركا في حدود العام 2030.

في نظرة سريعة لمسار الامور نلاحظ ان الصين تحقق تقدما متسارعا اقتصاديا وتقنيا :

الصين حققت نموا سنويا بنسبة 6% ، في حين ان نسبة النمو في اميركا اقل من 2%

اميركا تلحظ عجزا قيمته يزيد عن ترليون دولار في موازنتها السنوية (حوالي 22% )

فيما الصين تجهد في توازن موازنتها

والمقدر بالنظر الى الفجوة التي تتسع عاما بعد آخر بين الدولتين ، ومع حلول 2030

سيصبح حجم الاقتصاد الصيني ضعف ما عليه الاقتصاد الاميركي .

والحقية انه وفي ظل القيادة الاميركية ، والزامها دول العالم عقب الحرب العالمية الثانية

بربط عملاتها بالدولار الاميركي باعتباره عملة التداول الاساسية في العالم ،

(واحدا من اساليب السيطرة الاميركية ) ، ثم فكها ارتباط الدولار بالذهب ، ليصبح

بعدها الدولار عملة عارية ، والانقياد الاعمى للسياسات الاميركية ادى في النهاية

الى مديونية هائلة لدول العالم تفوق ثلاثة اضعاف الناتج القومي مجتمعا ، ومعه

اشرف الاقتصاد العالمي على الافلاس .

وعليه ؛ فان العالم يحتاج الى صياغة نظام عالمي جديد ، لاعادة التوازن والعافية

للعالم ، وما زالت اميركا حاليا هي الجهة المخولة بحكم الامر الواقع الاجتهاد

في تامين هذه الصيغة ، لكنها لم يعد في استطاعتها تجاهل الصين ...

لكن الصين ليس لها مصلحة في الانجرار خلف الرغبة الاميركية ، في الوقت الذي

تنتظر فيه انهيار اميركا ، وانتزاع ما تراه حقا لها .

واميركا لا يسعها الانتظار حتى يشتد ساعد الصين ويقوى رفسها .

اميركا وهي على ابواب انتخابات رئاسية جديدة ، وانهيار اقتصادي متوقع ، لا

يسعها الانتظار ، وكل الانظار تتجه الى القرار الذي سيعلنه " ترامب " قبل

تشرين الاول موعد الانتخابات ، قرار الحرب على الصين !!!!!

هذه الحرب قد تاخذ اشكالا مختلفة ، ولكن المهم ما ترجوه اميركا من هذه الحرب ؛

اولا : ستكفل لترانب الاستمرار بولاية اميركية جديدة ، فاعلان الحرب يعني ان

ترامب القائد العام للقوات المسلحة ، ليس في مصلحة اميركا منازعة مسالة القائد

الرئيس في ظل الحرب ، وبالتالي انسحاب المرشحين كافة

ثانيا ، محاولة التعمية على الانهيار الاقتصادي الاميركي المتوقع وصرف النظر

مؤقتا عن الازمة ، في وقت تحتاج الامة الى وحدة الصف والموقف والكلمة .

ثالثا الزام الصين الجلوس الى طاولة المفاوضات ، لترتيب قيادة ثنائية للعالم ،

يبقى معها لاميركا مركز الثقل في القيادة ، واثبات مرة اخرى عظمة اميركا

مع كل هذه التصورات ، تبقى العين مفتوحة على مالات تلك الحرب المتوقعة ،

لا سيما على صعيد اقتصاديات العالم المنهارة

اللهم سلم