الدعاء مخ العبادة (مدارج الصالحين )

الدعاء مخ العبادة
***********

انتبهت فاذا:

بربي يطالبني باداء الفرائض

ونبيي يطالبني بأداء السنن

والملكان يطالباني بتصحيح العمل

ونفسي تطالبني بهواها

وابليس يطالبني بالفحشاء والمنكر

وعيالي يطالبوني بالنفقة

وملك الموت يراقب قبض الروح

فتذكرت قول الشاعر

ما حجتي فيما أتيت وما.....قولي لربي بل وما عذري

هذا ملك الموت يعجب من رجل تجاوز عمره المائة سنة ويزيد يقف عند

الاسكافي حاملا حذائه يرتجي اصلاحه بما بخدمه لخمس سنوات قادمة

و يعجب من امرأة ترضع وليدها فيأتيه الامر بقبض روحها

ارتعش فؤادي واضطربت نفسي ، قلت :

كم انت ضعيف يا ابن آدم ، ورغم ذلك تمشي في الارض مرحا ، فخورا ،

لاهيا ،عابثا ،تستبد فيمن جعله الله تحت يدك ،وتفرط فيما استأمنت عليه

وانت تدري انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا .

ان هي الا لحظات ، وقفت فيها الى نفسي وشعرت معها بضعفي

وقلة حيلتي ، وحاجتي الى عفو الله ورحمته

وتذكرت قول ابو الدرداء رضي الله عنه :

"جدوا في الدعاء فانه من يكثر قرع الابواب يوشك أن يُفتَحُ له"

" ومن يكثر قرع الباب ، باب الملك ، يوشك أن يفتح له،

ومن يكثر الدعاء ، يوشك أن يستجاب له"

وقول الربيع بن خثيم التابعي:

" تضرعوا الى ربكم وادعوه في الرخاء ، فان الله قال :

من دعاني في الرخاء أجبته في الشدة ، ومن سالني أعطيته ،

ومن تواضع لي رفعته ، ومن تضرع لي رحمته ، ومن استغفرني غفرت له."

وعلمت ان الخير في كثير الصلاة والصيام ، ولكنه خير بيد الله تعالى ،

ولا يدرك الخير الذي بيد الله الا أن تساله فيعطيك ، وجماع الخير في الدعاء.

وابن تيمية يقول :" من أراد السعادة الأبدية ، فليلزم عتبة العبودية".

وذاكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:

"إني لا أحمل همَّ الاجابة ، ولكن أحمل همَّ الدعاء ، فاذا ألهمت الدعاء

علمت أن الاجابة معه".

وفي البخاري حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، رواه ابو هريرة

رضي الله عنه ، يقول:

" ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء " و " أشرف العبادة الدعاء"

وفي حديث " سلوا الله من فضله فان الله يحب أن يُسأَل.

وقرأت قوله تعالى:

" وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي

سيدخلون جهنم داخرين ".

فادركت ان الدعاء من جملة العبادة لله تعالى

وقرأت قوله تعالى :

" واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان ،

فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون".

فادركت بيان الله لعباده حثا لهم للاكثار من الدعاء فهو قريب مجيب

ووجدت في الدعاء افتقارا وتبرءا من الحول والقوة الى حول الله تعالى وقوته ،

وفيه الاستشعار بذل العبودية الى مقام عزة ربوبية الله تعالى

كما فيه الثناء على الله تعالى والتعظيم له سبحانه.

فرددت ما قال يحي:

" طوبى لعبد أصبحت العبادة حرفته ، والفقر منيته ، والعزلة شهوته ، والآخرة

همته ، وطلب العيش بلغته ، وجعل الموت فكرته ، وشغل بالزهد نيته ،

وأمات بالذل عزته ، وجعل الى الرب حاجته ، يذكر في الخلوات خطيئته ،

وأرسل على الوجنة عبرته، وشكا الى الله غربته ، وساله بالتوبة رحمته .

طوبى لمن كان صفته ، وعلى الذنوب ندامته ، جثار الليل والنهار ، وبكاء الى

الله بالاسحار ، يناجي الرحمن ، ويطلب الجنان ويخاف النيران".

اللهم انا نسالك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة

» صن حبيبتاك (مدارج الصالحين)
» الى أمي (مدارج الصالحين)
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )
» الحِلم (مدارج الصالحين)
» قيم الحرية (مدارج الصالحين)