سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الثانية )

فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه.

نذكر بعضا من حديث رسول الله (صلعم) في فضل علي رضي الله عنه ، الصحابي

والخليفة.

قال الامام أحمد بن حنبل : ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله (صلعم)من الفضائل ما

ورد لعلي رضي الله عنه .

أخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص " أن رسول الله(صلعم) خلف علي بن ابي

طالب في غزوة تبوك، فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان ، فقال : أما

ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي من بعدي.."

وأخرجا عن سهل بن سعد " أن رسول الله (صلعم)قال يوم خيبرلأعطين الراية غدا

رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله، فبات الناس يدركون

ليلتهم أيهم يعطاها؟

فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلعم) كلهم يرجو أن يُعطاها ، فقال :أين

عليٌُّ ابن أبي طالب ؟ فقيل : هو يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا اليه ، فأُتيَ به ،

فبصق رسول الله (صلعم)في عينيه ، ودعا له ، فبرىْ حتى كأن لم يكن به وجع ،

فأعطاه الراية"

وأخرج مسلم عن سعد بن ابي وقاص قال : لما نزلت هذه الآية ( ندع ابناءنا وأبناءكم)

دعا رسول الله عليا ، وفاطمة وحسنا وحسينا فقال " اللهم هؤلاء أهلي"

وأخرج مسلم عن علي قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنه لعهد النبي الآمي

الى أنه لا يحبني الا مؤمن ، ولا يبغضني الا منافق.

وأخرج الترمذي عن ابي سعيد الخدري ، قال : كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا.

وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أم سلمة عن رسول الله (صلعم) قال :من أحب

عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن

أبغضني فقد أبغض الله .."

لذلك فان ألمسلمين عامة وأهل السنة خاصة يحبون عليا ، ويترضون عنه، ويشهدون

له بالخلافة من بعد عثمان : رضي الله عنهما وعمن سبقهما ابي بكر وعمر.

الامامة
******
عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول: يكون اثنا عشر خليفة ثم قال كلمة لم أسمعها ، فقلت لابي : ما قال؟

قال: كلهم من قريش.

والحديث له شواهد أخرى

ومن هؤلاء الخلفاء ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي و عمر بن عبد العزيز ..وذلك

لاجتماع الامة عليهم ، وكذلك بايع أهل الكوفة الحسن ابن علي بعد مقتل ابيه ، ثم

تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين ، وبذلك يكون قد ولي من

قريش ستة ، وخلاف ذلك كان ملكا عضوضا ووراثة ، لا يعتد بها على أكثر الاقوال.

وعليه فإن الأئمة الاثني عشر المقصودين في حديث رسول الله الذي ثبت في

صحيح البخاري من حديث شعبة وفي صحيح مسلم من حديث سفيان بن عيينة ،

ليسوا بالاثني عشر الذين يدعي الشيعة الامامية امامتهم ، ولم يلي منهم الامر الا

علي بن ابي طالب وابنه الحسن.

والامامة هي الحجر الاساس في كل من المذهب الشيعي الامامي والزيدي

والاسماعيلي

فالزيدية تعتقد ان الامامة تتفرع من زيد بن علي بن الحسين بن علي

والاسماعيلية تعتقد ان الامامة تتفرع من اسماعيل بن جعفر بن محمد الصادق

والامامية تعتقد ان الخلافة في علي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بعد

علي في اولاده حتى الامام الثاني عشر الذي هومحمد بن الحسن العسكري

الملقب بالمهدي

والائمة الاثنا عشر بزعم الشيعة الامامية هم على التوالي:

1- علي بن أبي طالب 2- الحسن بن علي 3- الحسين بن علي 4- علي زين العابدين

5 – ابو جعفر محمد الباقر 6- ابو عبد الله جعفر الصادق 7- موسى الكاظم 8- ابو

جعفر محمد الجواد 9- علي الهادي 10- ابو محمد الحسن العسكري 11- محمد

المهدي المنتظر

الخلاف قضية فكرية وسياسية
*********************
فالخلاف بين السنة والشيعة ، بدأ قضية فكرية سياسية تتعلق بحق علي في

الخلافة ثم تطور مع الزمن الى مواقف فظة باتهام الكثير من الصحابة وامهات

المؤمنين والخلفاء الراشدين ولعنهم والتجريح بهم. ثم تاويل النصوص عند بعض

الفرق بما لا تحتمل ، وتبجيلهم الاولياء والمقابر والكثير من الاعتقادات الخاطئة.

لم يشهد القرن الهجري الاول أي اجتهادات فقهية خاصة بالشيعة ، وكما اسلفنا

بقيت قضية التشيع مجرد قضية فكرية سياسية ، غير انه في مطلع القرن الثاني

للهجرة انبثقت المذاهب الفقهية الاسلاميةالكبيرة كالحنفية والمالكية والشافعية

والحنبلية والجعفرية ، واصبح المذهب الجعفري نسبة الى الامام السادس عند

الشيعة الامامية جعفر الصادق ، مذهب الشيعة ،

و التشيع في القرون الثلاث الاولى للهجرة وحتى الربع الاول من القرن الرابع

الهجري كان تأييدا سياسيا وفكريا لآل البيت وأحقيتهم بالخلافة من غيرهم واتخاذ

الأئمة من آل البيت المعترف بهم كمرجعية مباشرة في القضايا كافة ، فكان الاتباع

والمريدين يعودون اليهم في المسائل الفقهية والسياسية معا . وانحصرت فكرة

التشيع في النقاط الآتية:

اولا: ان عليا اولى بالخلافة من غيره ، ولكن المسلمون بايعوا الخلفاء الراشدين

وعلي بايعهم ،وبالتالي لا خلاف على شرعية خلافتهم.

ثانيا: إظهار العداء للامويين بسبب موقف معاوية من علي ومقتل الامام الحسين

ثالثا : الرجوع الى أهل البيت في الاحكام الشرعية والمسائل الفقهية

رابعا: اهل البيت ، ولا سيما الائمة من اولاد الحسين اولى بالخلافة من الامويين

والعباسيين.

على أنه جرت فتن كثيرة خلال هذه المرحلة واستعملت فيها أدوات عديدة منها

الدس والافتراء السياسي ومنها إثارة قضايا وبث أفكار تمس جوهر العقيدة

الاسلامية ، ونتج عن ذلك فرق باطنية ادعت ولائها لآل البيت ، كما أنتج حركات

سياسية وثورية انهت دولة الامويين وأحلت مكانها دولة العباسيين ، وشعارها النصرة

لآل البيت ، وفي كلٍّ سوف نجد دفوعا يهودية وفارسية ، غير اننا نبرء الأئمة من أبناء

علي وفاطمة أن يكون لهم أي دور في الانحرافات الفكرية أو العقدية وإن كان ثمة

بعض من التأييد السياسي أحيانا ، ولم تبدأ الانحرافات الا بعد ما سمي بغيبة الامام

المهدي وذلك ابتداء من العام 260 هجرية . ونعتبر ان هذا التاريخ هو تاريخ التأسيس

الفعلي للمذهب الشيعي الامامي الاثني عشري .

*******************************
الحلقة القادمة

دور اليهود والفرس المجوس في التحريف والانحراف

» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الحادية عشر )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري )الحلقة الاولى )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الثالثة )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الرابعة )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الخامسة )