سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الثالثة )

دور اليهود والفرس المجوس في التحريف

*******************************

ان الفترة التي أشرنا اليها ولنسمها المرحلة الأولى المنتهية مع اعلان

غيبة الامام المهدي ، عام 260 هجرية شهدت انحرافات عديدة كان

أبطالها اليهود أتباع ابن سبأ (السبئية ) وكذلك المجوس الذين تظاهروا

بالاسلام وأبطنوا ميلهم الى دين أسلافهم ومن هؤلاء : ميمون بن ديصان

المعروف بالقداح وكان مولى لجعفر الصادق (توفي سنة 170ه) ، ومنهم

محمد بن الحسين، الملقب بذيذان ، وقد اسسا معا للانحراف وهما

سجينا والي العراق. ومنهم حمدان قرمط ، ومنهم ابو سعيد الجنابي ،

وابن كرويه، و محمد النسفي وابو يعقوب ، وقد صنف هؤلاء كتبا كثيرة

منها: المحصول، اساس الدعوة، تأويل الشرائع ، كشف الاسرار.وكلها

كتب ضالة مضلة .

رحل ذيذان الى مناطق الاكراد فأقام فيهم ودس دعوته بينهم وتبعه

جماعة منهم ، ورحل ميمون الى المغرب وانتسب الى عقيل بن أبي

طالب وزعم انه من نسله ، ثم ادعى أنه ولد محمد بن اسماعيل بن

جعفر الصادق ، ودخل بدعوته جماعة من غلاة الروافض والحلول.

ثم ان محمد بن نصير الفارسي الاصل، اسس مذهب النصيرية ، الذي

يقول بألوهية علي ، وينكر البعث ويقول بتناسخ الارواح وعصمة الائمة

الاثني عشر وألوهيتهم، وتأويل النصوص والاحكام تأويلا باطنيا وصولا

الى الاباحية والتقية ، ومشاركة المجوس في أعيادهم لا سيما عيد

النيروز..

للمزيد من الاطلاع يراجع مقالنا السابق عن النصيريين

الفتن السبأية
***********

وتزعم عبد الله بن سبأ – اليهودي المسلم – العديد من الفتن ، وقد

آتت أكلها وأفسد في الاسلام إفسادا عظيما ، وقد كرس حياته كلها

لهدم بنيان الاسلام ، واعظم ما أثاره كان في الآتي:

الفتنة الاولى :تظاهرعبد الله بن سبأ بالاسلام في عهد عثمان بن
--------------
عفان ، وكان أول فتنة بذرها بين المسلمين هي في تحريض فقرائهم

على أغنيائهم ، وقد أخذ هذه الفكرة عن مزدك الفارسي الذي أباح

الاموال والنساء ، ودخل بفكرته على كبار الصحابة كأبي الدرداء وعبادة

بن الصامت وابي ذر الغفاري ، وفي حين رفضها ابو الدرداء وعبادة فان

ابا ذر المتصف بالزهد وحب الفقراء والمساكين وقع في فخ ابن سبأ ،

وتبنى مقولة عدم جواز اقتناء المال واكتنازه ووجوب انفاقه على الفقراء

والتصدق به عليهم .

واشتد ابو ذر في دعوته حتى كادت تقع الاضطرابات بين العامة بسببها

الامر الذي اضطر الخليفة الى نفيه ومات ابو ذر في منفاه.

الفتنة الثانية :ثم ان ابن سبأ عمل على تحريض الناس على عثمان
--------------
في آخر خلافته بحجة اسناده الولايات الى اقربائه .

الفتنة الثالثة : ولم يكتف بذلك بل ادعى ان لكل نبي وصي ، وعلي
---------------
وصي محمد ، ويجب على الناس اعادة الحق الى نصابه ،واجتهد في

ذلك وأيده الكثير من الرعاع والمغرضين ، وادت الفتنة غرضها بمقتل

عثمان وما جره ذلك فيما بعد على المسلمين من فتن وويلات .

الفتنة الرابعة: و بعد مقتل عثمان راح يذكي الحرب بين علي ومعاوية
---------------
واندس بعض من اتباعه بين هذا الفريق وذاك ، بغية ايقاد الحرب

وتسعيرها ، واستمرت بذلك الحرب 5 سنوات ذهب ضحيتها عشرات

الألاف من المسلمين .

الفتنة الخامسة :ثم كانت الدسيسة بعد مقتل علي حيث ادعى
------------------
الرجعة لعلي الى الدنيا وانه لم يمت ، فقال لو أتيتمونا بدماغه الف مرة

ما صدقنا موته، ولا يموت حتى يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا.

الفتنة السادسة: وأثار في الناس دعوى الوهية علي ، وانه ذو طبيعتين
------------------
لاهوتية وناسوتية ، وقد تبعه في ذلك خلق كثير، وكان ذلك قبل مقتل

علي ، فلما عرف بخبرهم حفر خندقا ودعا بحطب وأضرمت النار في

الخندق ، ثم جعل يستتيب هؤلاء السبئيين ، فمن تاب أخلى سبيله

ومن أبى ضربت عنقه والقي في النار.

ولا يزال بعض الفرق المحسوبة على الشيعة يدعي ان عليا قد حل

فيه جزء من الإله وقد ذكر الشهرستاني ذلك في كتابه الملل والنحل ،

وقالوا اتحد بجسمه فيه ، وبه كان يعلم الغيب ...الخ

*******************

الحلقة القادمة ان شاء الله (بداية الانحراف الكبير )

» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الحادية عشر )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري )الحلقة الاولى )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الثانية )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الرابعة )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الخامسة )