سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الخامسة )

المجوسية والسبأية والباطنية

لا بد من تعريف بعقيدة الفرس قبل الاسلام " المجوسية" وكذلك التذكير

بعقائد "السبأية " ، نظرا لتأثيرهما في العقائد المنحرفة ، سواء كانت الخلفية

سياسية ام دينية، ثم" الباطنية"، حيث اندرج تحتها الكثير من الفرق .

فالمجوسية : أتباع "زرادشت" الفارسي ، يعتقدون بوجود الهين ، إله للنور

وآخر للظلمة ، ويستخدمون بيوت النار للعبادة ، وقد انتشرت هذه العقيدة

اولا في قبيلة " المجوس" فحملت اسمها .

اما السبأية: فهم أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في علي رضي الله عنه،

وزعم انه كان نبيا، ثم غلا فيه حتى زعم أنه إله ، ودعا الى ذلك قوما من غلاة

الكوفة، فأمنوا بذلك ، وحرق علي رضي الله عنه بعضهم.

فلما قتل علي رضي الله عنه زعم ابن سبأ ان المقتول لم يكن عليا ، وانما

كان شيطانا تصور للناس في صورة علي، وأن عليا صعد الى السماء، وقد

سبق واوضحنا بعض ادعاءات السبأية.

والقميوهو من كبار محدثي الشيعة "توفي عام301 ه " يرد أصول الغلو الى

السبئية ، قال:" من السبائية كان بدء الغلو في القول ، حتى قالوا : إن

الأئمة آلهة وملائكة وانبياء ورسل ، وهم الذين تكلموا في الأظلة والتناسخ

في الارواح والدور والكور في هذا الباب، وابطال القيامة والبعث والحساب

والجنة والنار ، وزعموا ان لا دار الا الدنيا ، وان القيامة انما هي خروج الروح

من بدن ودخولها في بدن آخر ، ان خيرا فخيرا ، وان شرا فشرا، مسرورون

في هذه الابدان أو معذبون فيها ، فالابدان هي الجنات والنيران ،

والابدان مساكن بمنزلة الثياب التي يلبسها الناس فتبلى وتتمزق وتطرح

ويلبس غيرها .

والباطنية : كما عرفها د.عبد الرحمن بدوي : لقب عام مشترك تندرج تحته

مذاهب وطوائف عديدة ، الصفة المشتركة بينها هي تأويل النص الظاهر

بالمعنى الباطن تأويلا يذهب مذاهب شتى، الى حد التناقض .

والباطنية اطلقت قبل الاسلام على فرقة فارسية منشقة هي" المزدكية"،

ثم اطلقت على فرق متعددة من الفرق المنحرفة ، ولعل دعاوى ابن سبأ

اول من فتح باب التأويل.

ويقول الاسفراييني :" ان الذين وضعوا دين الباطنية كانوا اولاد المجوس"، وقد

كان ميلهم الى دين اسلافهم ، رغم اظهاهم الاسلام . فكان من شأنهم المكائد

السياسية تارة ، والعقدية دائما.

ومن هؤلاء عبد الله بن ميمون القداح وهو دهري فارسي ادعى حفيده سعيد بن

الحسين في المغرب انه عبيد الله بن الحسين بن محمد بن اسماعيل بن جعفر

الصادق ، وعلى يدهم تأسست فرقة الاسماعيلية ، وهذه بدورها تمزقت الى

ثلاث فرق ومنهم القرامطة.

ان عرضنا لهذه المقدمة يستهدف ابراز الدور التدميري الذي مارسه بعض من

دهاة الفرس واليهود في مسيرة الامة الاسلامية والعقيدة الاسلامية والفكر

الاسلامي، وما زالوا.

ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين

****************************
الحلقة القادمة : دور الفرس السياسي

» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الحادية عشر )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري )الحلقة الاولى )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الثانية )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الثالثة )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الرابعة )