سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة الثامنة ).

سوريا....نهاية مرحلة (الحلقة الثامنة)

استمرت اللعمليات تضرب في دمشق وحماه حتى نهاية كانون الاول 1981، واكبر العمليات

كانت في منطقة الازبكية وسط دمشق استهدفت مجمع لادارات المخابرات ، الا ان الحكم

استطاع تحقيق مكاسب هامة ، فقد استطاع حصر المواجهة مع المعارضة الاسلامية ،

وباستخدام التشويه الاعلامي والبطش استطاع تحييد بقية شرائح المجتمع ، في وسط لامبالاة

عربية وغربية ، وهكذا مع حلول سنة 1982 كانت حماه وحدها ما زالت تقاوم .

في الساعة الثانية ليل 2/3 شباط سنة 1982 ، وقعت وحدة من الجيش في كمين داخل الاحياء

القديمة لمدينة حماه ، راح ضحيته اكثر من عشرين جنديا كانوا في طريقهم لمهاجمة مقر القائد

"عمر جواد..ابو بكر " القائد الميداني للفدائيين ، اعقب ذلك اعلان الجهاد عبر مآذن مدينة حماه

،فاقتحم المآت من المقاتلين الاسلاميين مقرات حزب البعث ومخافر الشرطة ومراكز الامن ،

واعلنت المدينة صباح 3 شباط مدينة محررة ، واهتز معها النظام في دمشق ، واضحت معها

معركة حماه معركة مصير النظام برمته، فحوصرت المدينة باكثر من اثني عشر الف رجل ، وثلاثة

اسابيع من القصف الذي لا يرحم ، والاقتحامات التي لا تهدأ ،اضطر معها بواسل حماه من

الانكفاء الى الاحياء القديمة لا سيما حي البارودي والكيلاني ، واستمر القصف والتدمير، حتى

سويت بالارض ومسحت أحياء بكاملها ، وخلال شهر من القتال تقريبا ، دمر ثلث المدينة التاريخية

، ودفنت عائلات باكملها تحت الانقاض ، الاف الشهداء قضوا والالاف شردوا ، ورغم ذلك لم

يستطع النظام القضاء على جذوة الثورة عند الحمويين ولا علو همتهم ، وها هي حماة اليوم

تحاصر النظام ،وتخرج بمآت الالاف (قدرت بما يزيد عن 500000 ) لتقول " لا " .

قبل مجزرة حماة باقل من ثلاثة اشهر بالتحديد يوم 14/12/1981، اعلن بيغن ضم مرتفعات

الجولان بادعائه انها جزء من "ارض اسرائيل" لقد كان تحديا واعلانا للحرب ، الحرب التي لم يجرؤ

نظام الاسد على خوضها ، واكتفى بشجب العدوان ، كان يومها سلطان باشا الاطرش الزعيم

والمقاتل الدرزي على فراش الموت وبجانبه ابنه منصور ، سمعه يهتف ساعتئذ " فليلعنهم الله"

وتسائل منصور ، تلعن من يا أبتاه ؟ ، واستمر سلطان يقول ، انهم لا يفعلون شيئا ، تغتصب

اسرائيل ارضهم ولا يتحركون ، لديهم طائرات ومدافع ولا يتحركون .......

لقد استعملوها فعلا ، لكن في حماه وليس الجولان، لقد استحقوا اللعنة .

عقب احداث حماه ، شن الاعلام السوري حملة دعائية تمجد الاسد بشكل لم يشهده العالم

كله من قبل، كان مخترع طقوس عبادة الشخص وزير الاعلام السوري العلوي " احمد اسكندر

أحمد " الذي انشأ فريقا لهذا الغرض ، شمل مدراء الاذاعة والتلفزيون والصحف اليومية الثلاث

(البعث،اللثورة وتشرين) ووكالة الانباء (سانا)، ومؤسسة الاعلام والتوزيع الصحفي ، كان هذا

الفريق ، بوق الدعاية وصانع الصورة ، وهكذا تصدرت صور الاسد الضخمة المباني البارزة ، واخذت

تماثيل الاسد مكانها في الساحات والمداخل .

كانت علاقة الاسد بايران خلال هذه الفترة قد شهدت تطورا هاما ، واصبحت سوريا محطة ومركز

انطلاق بين التشيع الايراني وشيعة لبنان ، وتزايد اعتماد الاسد على ايران ، وانغمس اكثر فاكثر

في حرب الخليج ، ورخص السوفيات لسوريا بيع الاسلحة الروسية لايران ، وفي المقابل زودت

ايران سوريا بالنفط وباسعار تفضيلية

تم ذلك في الوقت الذي كانت اسرائيل "بيغن" ايضا تبيع الاسلحة لايران ، وتؤسس لعلاقة سرية

مع القادة الجدد ، كانت اسرائيل تحاول ترسيخ مفهوم المصالح المتبادلة ، في حين كان يتنازع

الاسد مسالتان مهمتان ، الاولى ذات علاقة بالخلفية العقدية للاسد كونه علويا تم الاعتراف به

شيعيا ، والثاني قناعته باهمية تحالفه مع ايران في اطار رؤية استراتيجية خاصة.

لقد افاده تحالفه مع طهران والتشيع ، اذ حرره من الضغوط العراقية من جهة ، وجعل الشيعة في

لبنان تحت تصرفه من جهة أخرى ، وقد تم استثمار ذلك بالشكل الذي يرضيه تماما.

» سوريا....نهاية مرحلة (الحلقة الحادية عشر)
» سوريا....نهاية مرحلة (الحلقة العاشرة)
» سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة التاسعة).
» سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة السابعة ).
» سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة السادسة ).