سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة السابعة ).

سوريا......نهايةمرحلة (الحلقة السابعة)
**************************
لم تكن اي جهة في سوريا تعلن مسؤوليتها عن اعمال القتل والتفجير ، الى ان حدثت واقعة مدرسة المدفعية

في حلب ، والتي راح ضحيتها ثلاثة وثمانون من الطلاب_ ضباط علويون ، ( وفي الرواية الرسمية 32).

لم تنشأ هذه الاحداث من فراغ ، بل كانت بمثابة رد فعل على ما كان يحدث في الواقع السوري ، مما سبق لنا وان

بيناه في سياق الحلقات السابقة، وما استجد عليه من نمو شراكات بين رجال الاعمال وكبار موظفي النظام

سواء العسكريين منهم او السياسيين ، وما استدعاه ذلك من تكاثر شبكات الحماية والفساد والمحسوبيات

(مافيات علوية) ، الامر الذي مازال مستمرا الى يومنا هذا (رامي مخلوف يسيطر عل65% من الاقتصاد السوري)،

على سبيل المثال ايضا ، اشتهر ما بين سنتي 1974/1976 نائب رئيس الوزراء العلوي "محمد حيدر" باسم السيد 5% ،

لقد اصبح حيدر نموذجا على التحسن المذهل في احوال العلويين نتيجة للصعود

السياسي للطائفة العلوية، هذا الرجل الفاسد المفسد ، سيطر على مسار الاقتصاد السوري لمدة عشر سنوات ،

وكوفىء بانتخابه لعضوية القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث، مسائل تكررت مع آخرين ، رفعت الاسد كمثال ،

لقد كان رجلا فوق القانون .

كان من الطبيعي ان يتعمق السخط لدى الجمهور السوري ، وقد تبدى ذلك السخط من خلال عمليات الاغتيال

التي كانت تجري هنا وهناك ، والتي مثلث حادثة حلب ابرز مظاهرها ، لقد قرر النظام الصاق كل ذلك

بالحركة الاسلامية المعارضة ، رغم ان المعارضة كانت اوسع من ان تلصق بالاخوان المسلمين وحدهم

الا انهم كانوا راس الحربة .

اعقبت عملية مدرسة المدفعية ، حملة واسعة ضد المسؤولين الحزبيين البعثيين ،ومكاتب الحزب ،

ومخافر الشرطة ، والسيارات والمنشآت العسكرية ، وبقي الامر كذلك حتى منتصف سنة 1980 ،

كان التنظيم السري الذي يدير العمليات ممسكا بزمام المبادرة ، رغم قساوة النظام في الرد ،

حيث تم اعتقال الالاف واخذ الكثير بالشبهة ، وكان نصيب حلب وحدها اكثر من الفي شهيد من

شباب الحركة الاسلامية ، وابتداء من آذار سنة 1980، انتفضت المدن السورية واحدة تلو الاخرى في وجه النظام ،

وساهم التجاري في كل المدن السورية في حركة الاضراب ، وحدها دمشق كانت الاستثناء ،

كان تجار دمشق قد استفادوا من الثراء الجديد في السبعينات اكثر من زملائهم في المدن الاخرى ،

حيث عمد بدر الدين الشلاح رئيس اتحاد الغرف التجارية الى جمع التجار وحثهم على ابقاء السوق مفتوحة

لقد اعطاهم قربهم من مركز النظام الفرصة لاقامة اتصالات وتحالفات مع اركان النظام عسكريين

ومدنيين، وكان الاسد قد وجد في الشلاح الرجل المناسب لاستيعاب الوضع في دمشق ،

وبالتالي التقاط الانفاس واعادة ترتيب الاوراق .

في مؤتمر الحزب القطري ، تولى رفعت الاسد الدعوة لشن حرب شاملة ، وانه يجب الدفاع عن

الدولة البعثية بالدم ، وذكر ان ستالين ضحى بعشرة ملايين للمحافظة على الثورة البلشفية ، وان على

النظام السوري ان يكون مستعدا ليفعل شيئا مماثلا ، هذه العقيدة يبدو انها ما زالت موجودة الى يومنا هذا ،

حيث ينفذ ماهر الاسد وصية عمه من قبل .

عمد النظام الى تكوين ميليشيات مؤيدة في المدن السورية ، ووزعت الاسلحة على المنظمات الشعبية

التابعة للحزب ، لتعمل الى جانب الوحدات العسكرية النظامية، ، وراحت الوحدات العسكرية تجوب المدن

بدءا من جسر الشغور لتعيث فيها فسادا وقتلا وتدميرا ، مخلفة ورائها المآت من القتلى ، والمآت من المعتقلين

، وكانت عمليات التفتيش تجري من منزل الى منزل مسبوقة بنيران الدبابات والقناصة، في الوقت

الذي يخرج فيه الاسد ليخاطب الناس في الذكرى السابعة عشر للثورة ، وكانه بقية المجاهدين لنصرة الاسلام

" نعم ! اؤمن بالله ! وبرسالة الاسلام ، لقد كنت ولا ازال وسابقى مسلما ، تماما مثلما ستبقى

سوريا قلعة شماء ترفع راية الاسلام عاليا! ولكن اعداء الاسلام المتاجرين بالدين سوف يكنسون بعيدا "

وفي لقائاته بالمنظمات الحزبية ، كان يدعوهم الى استخدام العنف الثوري المسلح ضد العنف الرجعي المسلح ،

وعندما اظهرت النقابات (المحامين والاطباء والمهندسين ) موقفا مختلفا ، حلت تلك النقابات ووضعت

مكاتبها تحت الوصاية ، ولم تعد بعدها للظهور ابدا.

في 8 حزيران 1980 اصبحت العضوية في الاخوان المسلمين جريمة عقوبتها الاعدام ، وفي 27 حزيران سنة 1980،

استنفرت وحدتان من سرايا الدفاع وأمرتا بمهاجمة سجن تدمر حيث يحتجز شباب الاخوان ،

ونفذت الاوامر بين صيحات التكبير فارتفعت الى باريها ارواح اكثر من خمسماية شهيد سجين اعزل ،

ليبين النظام فيما بعد انه قد تم تنفيذ حكم محكمة ميدانية ذات صلاحيات استثنائية.

وتابع النظام جرائمه ، ففي نيسان سنة 1980، جمع العشرات من الذكور في حماه ممن تجاوزت اعمارهم الرابعة عشر،

وبشكل عشوائي ، ثم اطلقت عليهم النار في مكانهم على الفور، وتجاوزت سوريا الى الاردن

حيث اغارت قوة كومندوس سورية على معسكر للاخوان ، وفي لبنان اغتيل سليم اللوزي صاحب مجلة الحوادث ،

ورياض طه نقيب الصحفيين اللبنانيين ، وفي المانيا تم اغتيال زوجة عصام

العطار، وفي باريس تم اغتيال الزعيم البعثي صلاح الدين البيطار.

» سوريا....نهاية مرحلة (الحلقة الحادية عشر)
» سوريا....نهاية مرحلة (الحلقة العاشرة)
» سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة التاسعة).
» سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة الثامنة ).
» سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة السادسة ).