الاسلام هو الحل (بين الشعار والمضمون )-4-

عبقرية التربية الاسلامية
*******************

كتبت مجلة الإيكونوميست البريطانية مقالا سنة 2004 تحت عنوان

" مدارس للفتيات فقط أحدث صيحة تعليمية في بريطانيا " جاء فيه :

أنه بعد فصل البنين عن البنات فى عدد من المدارس البريطانية الخاصة ،

أظهرت نتائج الاختبارات التى تمت سنة 1997 أن 68% من التلاميذ

حصلوا على درجات مرتفعة فى الاختبارات، ولترتفع النسبة سنة 2004

الى (81%) للذكور ، و(82%) للاناث .

كما أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة بدأت اعتبارًا من العام الدراسى

(2004) تخفيف وتيسير القواعد التى حظرت فى السابق التعليم القائم

على جنس واحد فى المدارس العامة.

بدأت فكرة اعادة الفصل بين الذكور والاناث في الغرب تنتشر بقوة ابتداء من

سنة 2000،وخاصة في أمريكا، و إنجلترا، والسويد، وفنلندا، وألمانيا وفرنسا ،

ولكن رافق ذلك ايضا حوار في الاوساط التربوية والاعلامية حول إن كان ذلك

الفصل يتماشى مع وجهة النظر الإسلامية، باعتباره انتصارا للاسلام ،

وتسائلت صحيفة لاكسبريس في حوار مع عالم الاجتماع الفرنسى

" ميشال فيز" بعد اصداره لكتابه "مصائد المدارس المختلطة " الذي

نشرته المجلة :

هل سننتظر كثيرًا نحن كبلد علمانى حتى يتقدم الإسلام إلينا مهاجمًا ؟.

لقد كانت 45 عاما من اختلاط الجنسين في المرحلة التعليمية بحجة

المساواة فى الفرص ، واحترام حقوق المواطنة ، كافية ليدرك الغرب عقم

تجربته ، من خلال النتائج الكارثية التي افضى اليها الاختلاط ، والتي يوثقها

الكتاب المنشور في " لاكسبريس " الفرنسية المعروفة ، وعلى شاكلتها

العديد من الدراسات في دول اوربية اخرى ، الامر الذي فتح الباب لمناقشات

ساخنة حول مخاطر الاختلاط، وخاصة فى المدارس الإعدادية والثانوية، فى

الغرب الأوروبى وأمريكا، فيما يتعلق بتشويه شخصية الانسان .

ولا تخفي ابدا " دومينيك شنبير" - مديرة مدارس التعليم العالى للعلوم

الاجتماعية في فرنسا تخوفها من تدخل الاسلام ، فهم يدعون إلى مبادئ

وأسس دعا إليها الإسلام قبل أن تقوم حضارتهم، ثم يبحثون عن مخرج

لمشاكلهم بمواجهات لا فائدة منها، ويغفلون أن الإسلام تبنى أسلوبًا

تربويًا عبقريًا يطبقون بعض تفاصيله اليوم.

عبقرية التربية الاسلامية
************
تتجلى عبقرية التربية الاسلامية في اهتمامها بشخصية الانسان نفسه ،

وصياغتها بشكل متوازن متكامل، عقليا ووجدانيا ، وان التربية عملية

مستمرة " من المهد الى اللحد " وانها مستمدة من مصادر الإسلام

الأساسية ( القرآن الكريم والسنة النبوية)، وتقوم على مبادئ وقيم الإسلام

وتعاليمه الدينية ، وبهذا فان التربية الاسلامية تختلف عن بقية أنواع التربيات

من حيث الهدف والطريقة، إذ أنها تهدف إلى تكوين الإنسان المؤمن،

وهي في ذلك تحقق نمواً مطرداً في جوانب شخصيته.

والتربية الاسلامية لا تتوقف عند حدود المدرسة ، فكما اشرنا ، انها عملية

مستمرة ، ابتداء من الاسرة ثم المدرسة والمسجد والنادي واماكن العمل ،

والصحافة والاعلام ..الخ ، فهي سمة ملازمة بالضرورة لافراد المجتمع

المسلم ، ومسالة تعمق الصلة بالله رب العالمين ، لانها مسالة تعبدية

باساسها واهدافها .

ان صياغة شخصية الفرد المسلم ، وفقا لاسس التربية الاسلامية

بمنطلقاتها واهدافها ، تجعل منه انسانا حرا ، ووطنيا بامتياز ، وعلى بصيرة

بامور مجتمعه ووطنه وامته ، يأبى معها ان ينحاز لغير ما يرضي الله في

مواقفه وتطلعاته ، الامر الذي انتهت اليه دوائر التخطيط الاستراتيجي

المعادي ، فأمعنت بالضغط بشكل مباشر على الانظمة القائمة ، لتعديل

المناهج التربوية في بلداننا وخاصة بعد احداث 11 ايلول (ضرب البرجين

في اميركا ) بهدف مسخ شخصية طلابنا ، وما عجزوا عنه مباشرة ، سعوا

اليه عبر المؤتمرات الدولية التي تعقدها الأمم المتحدة وتنادي بتغيير

قوانين الأسرة والمرأة والطفل بدعوى الانصاف ، وما ذاك الا جزءا من

المؤامرة الدولية لتحطيم شخصية الانسان على قارعة المصالح الصهيونية

والامبريالية الاممية .

ان الضرورة ملحة لتاكيد حاجة مجتمعاتنا الى الحماية من تغول اعدائها على

اسس بنائها الحضاري ، ولا يتأتى ذلك الا من خلال التاكيد على ثوابتنا

التربوية ، تلك الثوابت التي صنعت رجال ماضينا ، ونطمح ان تصنع رجال

حاضرنا ومستقبلنا ، الامر الذي يجعلنا اكثر الحاحا على مضمون شعارنا ،

"الاسلام هو الحل"

» الاسلام هو الحل (بين الشعار والمضمون )-1-
» الاسلام هو الحل (بين الشعار والمضمون )-2-
» الاسلام هو الحل (بين الشعار والمضمون )-3-
» عدالة الاسلام في مواجهة الطغيان
» نظرة الى الجهاد في الاسلام وأطواره -4