أبي : الظل الممدود

كنت ارقب طفلتي الاولى تكبر في عهدتي وارقب معها تفاصيلي الصغيرة ،

بالتاكيد بلغ والدي قمة سعادته كما شعرت انا ، حين وقف يتامل نعمة الله تعالى عليه في بكره ،

ولا شك انها كانت نفس الفرحة مع اول ابتسامة ، ومع اول مناغاة ، واول كلمة واول حبوة ، واول محاولة للمشي وأول ......!!

كنت اجدني في كل ذلك ،

ولا انكر ان ابي احزنني عندما رفض ان يهديني دراجة هوائية ،

فاشتريتها لولدي ،

كان امرا انفعاليا بالتاكيد ،

لكني فعلتها وانا انظر الى ابي اتلمس رد فعله وهو ينظر الى حفيده مبتسما مستمتعا بمحاولاته اليائسة لاعتدال ميزانها ،

كنت لئيما حين قلت له : اتذكر يا ابي حين منعتنيها ؟

فضحك وقال : كنت احاول ان اراك كما انت الان !

انكببت على يده اقبلها ، وقلت: وانا احاول ان اكون ابا كما انت .

بالامس كنت اهاتفه عبر السكايب وهو في البرازيل (ومعه أمي)

سألته : هل تراني جيدا ؟

قال : ان لم ارك على الشاشة امامي فاني اراك في قلبي

درس آخر اتعلمه منك أبي ، فلا زلت اراني انا الجد ، طفلا بين يديك

أطال الله عمرك أبي