أول مراتب التقوى " الخوف" (مدارج الصالحين)

اول مراتب التقوى/ الخوف‏
***************

مراتب التقوى ثلاث

الخوف من الجليل ...ألعمل بالتنزيل ....والاستعداد ليوم الرحيل

فكيف تكون مخافتك من الله عز وجل ؟

ما معنى الخوف ؟

ما هي صفات الخائفين؟

تعالوا أحبائي نستكشف ذلك كله معا.
*****************************

قيل في الخوف انه عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل

وسبب الخوف هنا معرفنا بعيوبنا

وكذلك معرفتنا بجلال الله وعظمته واستغنائه

فالله سبحانه ، لو أهلك العالمين لم يبال ولم يمنعه مانع

والله تعالى لا يُسأل عما يفعل

وأخوف الناس أعرفهم بربه

وفي هذا قال رسول الله_صلى الله عليه وسلم:

أنا أعرفكم بالله ، وأشدكم إليه خشية".....البخاري

وقال تعالى : إنما يخشى اللهُ من عباده العلماء..فاطر...28

وللخوف حقيقة

وحقيقته تبدو آثارها على الجوارح والسلوك

اذ ليس الخائف من بكى ،انما الخائف من ترك ما يقدر عليه

وأثره على الجوارح ،أن يكفها عن المعاصي ويلزمها الطاعات

ومن ثمراته: كف الأذى وقمع الشهوات

واستكانة القلب إلى ما يرضي الله

ونبذه كل ما يغضب الله عز وجل

************
والخوف له إفراط واعتدال وقصور

فالإفراط في الخوف يؤدي إلى اليأس والقنوط ،وهذا منبوذ

والإعتدال ان يؤدي إلى الورع والتقوى والمجاهدة والفكر والذكر

والقصور في ترك ذلك كله.

ثم تعالوا ننظر في صفات الخائفين..!!

تعالوا نسمع لابن الجوزي يحدثنا عن ابن سيرين قال:

"كان يتحدث بالنهار ويضحك ، فاذا جاء الليل فكأنه قتل أهل القرية"

أم ربما تستأنسون لحكمة ابن سيرين عندما قال:

*" عجبت من الناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار*"

ثم ان الحسن البصري يصف حال المؤمنين:

*" إن المؤمنين قوم ذلت والله منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم

الجاهل مرضى، وهم والله أصحاب القلوب ، ألا تراه يقول

" وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن*"...فاطر:34..،

والله لقد كابدوا في الدنيا حزنا شديدا، وجرى على من كان قبلهم ،

والله ما أحزنهم ما أحزن الناي ، ولكن أبكاهم وأحزنهم الخوف من النار

وقال السقطي: للخائف مقامات منها الحزن اللازم، والهم الغالب، والخشية المقلقة،

وكثرة البكاء، والتضرع في الليل والنهار، والهرب من مواطن الراحة ، ووجل القلب.

وما أجمله من وصف يأتيك به عبد الله بن مسعود _رضي الله عنه_

"إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه،

وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه"*

أو أن يأتيك قول ابن المبارك"*ليس للعبد صاحب خير من الهم والخوف : همٌ فيما

مضى من ذنوب، وخوف فيما لا يدري ما ينزل به.*"

دخل قوم على عمر بن عبد العزيز يعودونه في مرضه، وفيهم شاب ذابل ناحل فقال له عمر :

يا فتى ما بلغ بك ما أرى؟ قال : يا امير المؤمنين أمراض وأسقام !

قال له عمر (لتصدقني)،قال بلى يا أمير المؤمنين،

ذقت يوما حلاوة الدنيا فوجدتها مرة عواقبها، فاستوى عندي حجرها وذهبها ،

وكأني انظر الى عرش ربنا بارزا، وإلى الناس يساقون إلى الجنة والنار ،فأظمأت نهاري،

وأسهرت ليلي، وقليل كل ما أنا فيه في جنب ثواب الله وخوف عقابه.*"

سئل ابن عباس رضي الله عنه عن الخائفين لله

قال:" هم الذين صدقوا الله في مخافة وعيده، قلوبهم بالخوف فرحة

وأعينهم على انفسهم باكية، ودموعهم على خدودهم جارية ،

يقولون: كيف نفرح والموت من ورائنا؟ والقبور من أمامنا ،والقيامة موعدنا ،

وعلى جهنم طريقنا ، وبين يدي ربنا موقفنا ".

طبعا الخوف المحمود يستدعي حفظ البدن ، وسلامة العقل

هذا الخوف أجره عند الله جنان خلد ورضوان

قال تعالى *"ولمن خاف مقام ربه جنتان...الرحمن.46

وقال تعالى *" رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ...البينة.8

وكذلك من صفات الملائكة أنهم يخافون، وقد وصفهم الله بذلك.قال

" يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون " النحل 50

*********
عزيزي

إنها أعمار وأقدار

وإن في الدنيا لفتن تعمي الابصار

وما الحياة الدنيا إلا عدد ليل ونهار

فاظفر بساعة توبة ووقار

طلق الدنيا ثلاثا ولا تحتار

واخضع القلب لخشية الجبار

واستقم على أمر حبيبك المختار
**********
الحمد لله المرجو لطفه وثوابه

المخوف مكره وعقابه

الذي عمر قلوب أوليائه بروح رجائه

أمين قلاوون

» الى أمي (مدارج الصالحين)
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )
» الحِلم (مدارج الصالحين)
» قيم الحرية (مدارج الصالحين)
» صن حبيبتاك (مدارج الصالحين)