ثلاثة خير من ثمانية

ثلاثة خير من ثمانية
***********

سورة التوبة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٲنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡڪُفۡرَ عَلَى
ٱلۡإِيمَـٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ (٢٣) قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ
وَأَبۡنَآؤُڪُمۡ وَإِخۡوَٲنُكُمۡ وَأَزۡوَٲجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٲلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَـٰرَةٌ۬ تَخۡشَوۡنَ
كَسَادَهَا وَمَسَـٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡڪُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍ۬ فِى سَبِيلِهِۦ
فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِىَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَہۡدِى ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَـٰسِقِينَ (٢٤).
ثمانية :
الآباء ، والابناء ، والاخوان ، والازواج ، والعشيرة ،
والاموال ، والتجارة ، والمساكن .
وثلاثة:
الله ..، الرسول والجهاد في سبيل الله.
ثلاثة خير من ثمانية
والكل في موضع الاختبار ، وعليه أن يختار .
ثمانية من لذائذ البشر ، ومحط اهتمامهم ، فيها وشائج الحياة
الدنيا وزينتها.
وهذا هو مكمن التحدي ، فقلب المؤمن ، ومشاعره يفترض
بها التجرد والاخلاص لله تعالى .
هذه العقيدة لا تحتمل لها في القلب شريكا ،
فاما تجرد لها ، واما انسلاخ منها.
طبعا ليس معنى ذلك ان ينقطع المسلم عن الاهل والعشيرة
والزوج والاولاد والعمل والمتاع واللذة ..لا...
بل المقصود ، ان تكون العقيدة هي الحاكمة والمحرك والدافع
بدلا من ان يكون الهوى هو القائد والمحرك والمتبع..
والله سبحانه قرر قاعدة ومبدأ في الولاية ، فهي لله اولا
واخيرا ، وكذلك افعال الانسان وتصرفاته واهدافه في الحياة
وما دام الامر كذلك ، فلتكن الصورة واضحة ، اذ ان كل
الوان الوشائج والمطامع واللذائذ الثمانية وضعت في كفة ،
والعقيدة ومقتضياتها الثلاثة في الكفة الاخرى.
ونتيجة الاختيار الخاطىء كذلك واضحة ، انه الوسم بالفسق و
التربص بانتظار امر الله .
الاختيار الصحيح : يستدعي التجرد لله تعالى ، ولا يجوز ان يكون ثمة
اعتبار لعلاقة او مصلحة ترتفع على مقتضيات العقيدة والجهاد .
الاختيار الصحيح : يشعرك بلذة لا تعادلها لذائذ الارض جميعا ، انها لذة
الشعور بالاتصال بالله ، ولذة الرجاء في رضوان الله ، ولذة الاستعلاء على
الضعف والاحباط والهوان .
الاختيار الصحيح : يعني التجرد لله وتوثيق الصلة به تعالى ، وهما بذلك
يشكلان عدة النصر التي لا تخذل ، حين يخذلك الولد والاخ والعشيرة .
هذا هو المنهج القرآني في التربية ، يريد للامة قمة التجرد لله تعالى
والاخلاص لدينه ، وقمة المفاصلة على اساس العقيدة مع كل اواصر القربى
وكل لذائذ الحياة .
فهلا احسنت الاختيار ؟؟.
ولو ملكت خياري والدنا عرضت.................بكل إغرائها في فنها العجب
لما رات غير اصراري على سنني.........وعادها الياس بعد الجهد والنصب
قلبي خلي عن الدنيا ومُطَّلَبي........ربي ، فليس سراب الارض من أربي
****************