الحِبرُ في قَلَمي يَفُور

الحِبرُ في قَلَمي يَفُور
----------------
الحِبرُ في قَلمي يَفورْ........والحرفُ تاقَ إلى الظهُورْ
وقوافِلُ الإحساسِ سارتْ............تَقتفي أثَرَ البدورْ
وجيوشُ أشعاري توالَتْ..............واستعدّتْ للعبورْ
لا تسخروا، لا تُنزلوا...........مِن قَدر ذا القلمِ الوَقورْ
فلرُبّما غَضِبَ الحليمُ..................فكانَ بُركاناً يمورْ
ولَرُبّما هَمَسَ اليَراعُ............. فأفزَعَ الأسَدَ الهَصورْ
ولرُبّما سَرَدَ المَوَاعِظَ................للدنا صَمتُ القُبورْ
أنا ثائرٌ، أنا ساحرٌ...............أنا شاعرٌ أَهوى الزهورْ
وألدُّ أعدائي طُغاةٌ................دِينهم نـشرُ الشـرورْ
قد أكتُبُ الأشعارَ أُرسِلُها............على مَتنِ البُحورْ
وأَلُفُّهَا بقلائِدِ.....................الإبداعِ أمنَحُها العُطورْ
وأَبُثُّهَا في الريحِ تَنثُرُ...................فكرَتي نثر البذورْ
هيَ مِن دمي وسكبتُها.............ووَهَبتُها نَارَ القُدورْ
أرفَقتُها بتجَاربٍ.................... وحَصادِ أفكارِ العُصورْ
ومَنحتُها دُرراً تَعزُّ...................على أميراتِ القُصورْ
حتى إذا نضجتْ سكبتُ.........مَزيجها بينَ السطورْ
وبَثَثتُها لتجوزَ ألفَيْ.................حاجزٍ، حِصنٍ وسُورْ
وتَروغُ مِن فخِّ التَكَبُّرِ.................... والغَبَاوَةِ والفُتُورْ
فتُصيب أذهانَ الأَنامِ.............فتَنطوي عنها الستورْ
أنا لم أَبُح بقصيدتي.........مِن أجْلِ دَغدَغَةِ الشعورْ
أنا لم أُرقها كَيْ تُغنّي.............اللحنَ لكِنْ كَي تَثورْ
فإذا تأذّى البعضُ مِنها...............أو تَحدّى في غُرورْ
ورمى عَليها القَيدَ والتعتيمَ............في صَلَفٍ وجُورْ
وأرادَ يَذبحها ويَقطع.................صَوتَها قَطعَ النُّحورْ
ستعود من تحت التراب...........تصيدُهُ صيد النسورْ
هيَ إذ تموتُ تضُخُّ رُوحَ...........الثأرِ في قلبِ الجُذورْ
وتعودُ تُثمرُ بَعدَ حينٍ................بالحقيقَةِ لا القُشُورْ
وتعودُ تَحمِلُ في حَناياها...............الأَماني والحُبورْ
قد تخمدُ الأنفاسُ لكِنْ............أَحرُفي ليسَتْ تَخُورْ
ستظلُّ طولَ الدهرِ تَحمِلُ..........تَوءماً: "ناراً" و "نورْ"
ستظلُّ وَمْضَ بَريقِ آمالٍ..................تَناقلهُ الطيُورْ
سَيَظَلُّ حَرفي نَابِضاً ‍............ وتَظَلُّ محبَرَتي تَفُورْ
-------------------------------