أمين قلاوون Admin
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 24/09/2012 العمر : 65
| موضوع: نظرة الى الجهاد في الاسلام وأطواره -4 الإثنين أكتوبر 20, 2014 2:25 am | |
| نظرة الى الجهاد في الاسلام وأطواره -4 ثلاثة عشر عاما ، و رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ، يلاقون من قريش صنوف العذاب والاذى ، وهم صابرون محتسبون ،
والله يامر رسوله والمؤمنين بالكف والصبر والعفو طيلة العهد المكي ، وكان الصحابة يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين مضروب ومشجوج
فيقول لهم: "اصبروا فإني لم أؤمر بالقتال" ، حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقويت شوكة المسلمين, واشتد جناحهم ،
أذن الله لهم في القتال ولم يفرضه لهم فرضا إذ يقول عز وجل:
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ, الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ, الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}.
كانت هذه أول آية نزلت في الجهاد ، آية تأذن به ولا تفرضه ، وتجعل من الظلم الواقع بعباد الله مبررا كافيا لمجاهدته ودفعه !
ثم كان الطور الثالث ، مع قوله تعالى
" {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} ، ونحوها من الآيات
و قوله تبارك وتعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
هذه الايات اوجبت القتال بما هو (جهاد دفع )(الواو واو الوجوب) (راجع الحلقات الثلاث السابقة)
ولعلها فرصة لبيان تفسير بعض اهل العلم لقوله تعالى {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا} ، بان المعني هنا قتال المقاتلين انفسهم دون غيرهم (من اطفال ونساء وشيوخ ) ، وان تجاوزَ ذلك يمثل اعتداء نهى الله عنه !! في هذا الطور ارتفعت راية الإسلام عالية في جزيرة العرب, وألقى الله الرعب في قلوب الكفار, ونصر رسوله صلى الله عليه وسلم بالرعب مسيرة شهر.
ثم كان الطور الرابع ، حيث فرض الله قتال المشركين كافة ، قال تعالى :
{فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
وقال عز وجل: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}
وقال: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ}
وقال سبحانه {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
وقد كان من آخر وصية النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته:
”أخرجُوا المشركين في جزيرة العرب“ ، وهذا أمرٌ منه صلى الله عليه وسلم يقتضي الوجوب.
اعطى الاسلام للجهاد مكانة وقدسية عظيمة ، وللمجاهدين بحق مكرمة وقيمة ، ومن المكرمات ان يبقى ماضيا الى يوم الدين ،
ولكن هذا لا يجعل منه هدفا وغاية بذاته ، فالله هو الغاية ، والاهداف محددة ، وشرائطه معلومة ، ووسائله متعددة ، وان كان ارفعه بذل النفس والمال والجهد ، وتبقى القيمة الكبرى في الغاية !! .
وعليه فان الجهاد ولو كان قتالا ، فانه يحمل مشروعية أخلاقية ، حتى اذا تم تجاوزها ، ربما اسقطت عنه قيمته ، وحملته على محمل الظلم ،
فلذلك كانت وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده للمجاهدين مما تذكره كتب السيرة .
فقد روت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل الحارث بن عمير الأزدي إلى هرقل يدعوه للإسلام، فقتله شرحبيل بن عمرو في الطريق.
ومن بعد أرسل وفداً إلى ذات الطلح –قرب دمشق- يدعو أهلها للإسلام، فقتلوا جميعاً وعددهم 15 رجلاً إلا رئيسهم.
وخشي النبي أن يتجرأ الأعداء المتربصون على المسلمين، فأرسل جيشاً من ثلاثة آلاف إلى مؤتة جنوب الشام، وأوصاهم:
(ألا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً، أو امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا معتصماً بصومعة، ولا تقربوا نخلاً، ولا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بناءً..).
وهذه الوصية كررها أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع جيش أسامة بن زيد حين قال:
(لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً فانياً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه.. ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم إليه، وسوف تأتون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها.. وسوف تلقون أقواماً قد فحصوا "كشفوا" أواسط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله).
هذه القيم الانسانية والاخلاقية نزعت عن الجهاد صفة القتال المجرد لترفعه الى مصافي سامية ، تجعل منه حتى في نظر المظلومين من غير المسلمين فرصة للتحرر من رقبة الظالمين ، وفتحت آفاقا واسعة لدعوة الاسلام ، وميزت الجهاد الاسلامي عما كان عليه الامر من قبل ، مما هو معروف حتى في كتب الاديان السابقة .
ولنقرأ مثلا في سفر يشوع (الإصحاح السادس) بعد أن ذكر قصة محاصرة يشوع وبني إسرائيل لأريحا؛
" وتواعدهم أن يهجموا على المدينة عند الهتاف وضرب الأبواق، جاء فيه: " فهتف الشعب وضربوا الأبواق, وكان حين سمع الشعب صوت البوق أن الشعب هتف هتافاً عظيماً فسقط السور في مكانه, وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه, وأخذوا المدينة. وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف".
ثم يقول السفر:" وأحرقوا المدينة بالنار مع كل مابها : إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد جعلوها في خزانة بيت الرب يسوع".
وفي الإصحاح الثامن من يشوع في قصة حربهم لمملكة عاي بعد أريحا يقول:" فقال الرب ليشوع: لا تخف ولا ترتعب خذ معك جميع رجال الحرب وقم أصعد إلى عاي, انظر قد دفعت بيدك ملك عاي وشعبه ومدينته وأرضه 2 فتفعل بعاي وملكها كما فعلت بأريحا وملكها".
هي دعوة للارتقاء والسمو فهل من متعظ | |
|