الحرية اساس الفضيلة

الحرية
****

الحرية تعبير عن الرغبة بالقول والفعل في اطار ضوابط عامة يحتكم

اليها افراد الامة على حد سواء ، دون مانع أو اكراه ، او تسلط .

والحرية فطرة فطر الله عليها بني البشر ، لذلك لاتستقيم حياة الفرد

دون التمتع بها.وكل ما يحول دونها يسمى ظلما.

فهناك أنفة طبيعية عند الإنسان لعدم الخضوع و الرضوخ و إصرار

على امتلاك زمام القرار

فالقمع والاستبداد وتسلط القوي على الضعيف ، اشكال من الظلم ،

وكل اشكال الظلم ممنوعة في ميزان الاسلام .

فللبشر طاقة منتجة يسعى الى اطلاقها دون قيود معوقة

سواء كانت قيودا مادية أو معنوية ، والاسلام يقر لهم بهذا الحق

ما لم يكن فعلا منكرا ، او منتجا ضارا .

لقد كانت دعوة الاسلام لحرية الانسان ، بغض النظر عن دينه او جنسه ،

منطلقة من ذلك الاعتبار الذي اقرته الآية الكريمة:

{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }.

فمن اعتدى على حرية انسان ، فانما يعتدي على كرامته ، وحقه في الحياة

ولو تاملنا آثار التربية الاسلامية الايمانية للانسان ، وما تؤديه

من تاصيل مفاهيم العقيدة في بنيانه النفسي والروحي ، لوجدناها

في ذلك الاباء ، والعشق للحرية والكرامة في شخصية المسلم المؤمن

الا ترى معي ان افراد الله عز وجل بالربوبية والالوهية ، دون سائر المخلوقات ،

هو بحد ذاته دعوة للحرية.

فهمها ربعي بن عامر ، فوقف لرستم بذلك الشمم :

[إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن

ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام [.

ان المبادىء التي نادى بها الاسلام ، كالرحمة والعدل والشورى

والمساواة وغيرها لا يمكن تحقيقها الا بوجود الحرية .

وكذلك الدعوة الى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يستحيل

تحقيقها في واقع الامة دون الحرية .

والقاعدة في فقه الحركة تقول ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ،

فان كان واجب العدل والمساواة ، واذا كان الامر بالمعروف والنهي عن

المنكر لا يستقيم الا بالحرية ، فاذا الحرية هي المطلب الاساس ،

والواجب الملح ، الذي يجب ان تتضافر الجهود كلها لاجل امتلاكها .

كلنا يعرف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يجاهد قريشا

بدعوته ، وجل َّ مطلبه ، ان يدعونه واصحابه يعبدون الله دون اكراه او طغيان ،

الى أن هاجر بدعوته الى المدينة ، حيث الحرية .

وحرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين

من بعده ، وكانت شعارا للخليفة عمر رضي الله عنه

(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا

فكان النموذج الذي تحقق ت

- حرية العقيدة الدينية < لا اكراه في الدين >

- حرية التنقل

- حق الامن

- حرية التملك والسكن

- حرية الرأي

لقد بلغ الطغيان في زماننا مبلغه ، وتحكمت فئة قليلة نفعية بمصائر

الشعوب ، وصادرت حق الانسان في التعبير الحر ،وفي اختياره لممثليه

في الادارة والتشريع ، ثم تعدت ذلك الى مصادرة حقه في الحياة الحرة

الكريمة ، فتركته جائعا يلهث وراء قوت عياله .

الحرية تؤخذ ولا تعطى، ومن حق الشعب ان يثور لحريته وكرامته ، وان

يطالب بتحقيق العدل ، ولن يتحقق ذلك الا بانضباط الناس في الاطر

الثلاث الآتية

ايمان عميق ، تنظيم دقيق وعمل متواصل.

أمين قلاوون

» قيم الحرية (مدارج الصالحين)
» واقع الامة وثورة الحرية