الاستعداد للآخرة ( مدارج الصالحين)

الاستعداد للآخرة

تعالوا احبتي نستطلع استعدادات السابقين ليوم الدين

لعلنا نتعلم قيمة جديدة

فالموت ينتظرنا خلف ما تبقى لنا من ايام قليلة

أؤمل أن أحيا وفي كل ساعة........ تمر بيَ الموتى تهز نعوشها

وهل انا الا مثلهم غير أن لي....... بقايا ليال في الزمان أعيشها

فما نحن في هذه الدنيا الا ضيوف نقيم فيها اياما ثم نرحل

غير ان الفقير ، من يرحل بدون زاد ، والغشيم فيها من ضيع عمره يبني للخراب

تزود قرينا من فعالك إنما ................قرين الفتى في القبر ما كان يفعل

وان كنت مشغولا بشيء فلا تكن.......... بغير الذي يرضى به الله تشغل

فلن يصحب الانسان من بعد موته............. الى قبره الا الذي كان يعمل

ألا انما الانسان ضيفٌ لأهله..................... يقيم قليلا بينهم ثم يرحل

تعالوا نسمع ما اعد احباب الله لآخرتهم

هل لكم بنصيحة الامام النووي

قال: " لا تركن الى الدنيا ، ولا تتخذها وطنا ،ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها ،

ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه ."

ويضحك سلمان الفارسي ، فما الذي يضحكك يا صحبة رسول الله

قال: " ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني : مؤمل الدنيا والموت يطلبه ،

وغافل وليس يغفل عنه ، وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط رب العالمين

عليه أم راض."

وهاك عون بن عبد الله بن عتبة يعاتب نفسه ، يقول:

" ويحي كيف أغفل عن نفسي وملك الموت ليس يغفل عني؟

ويحي كيف أتكل على طول الأمل والأجل يطلبني . "

ويُسألُ يحي بن معاذ ..!!..

ما الذي حجب الناس عن التوبة يا معاذ ؟

قال: "الذي حجب الناس عن التوبة طول الامل ،

وعلامة التائب إسبال الدمعة وحب الخلوة والمحاسبة للنفس عندكل همة."

ويتأمل الحسن رضي الله عنه حال ابن آدم ، ثم يقول :

" ابن آدم إنما انت بين راحلتين مطيتين يوضعانك ،

يوضعك الليل الى النهار ، والنهار الى الليل حتى يسلماك الى الآخرة

فمن أعظم منك يا ابن آدم خطرا؟

ثم قال: "انما انت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك

ثم وجدت للزاهد العابد حاتم الأصم مقالته :

" ما من صباح الا والشيطان يقول لي : ما تاكل؟ وما تلبس؟ ، واين تسكن ؟

فأقول له: آكل الموت والبس الكفن ، وأسكن القبر."

ترى هل بقي شيء يقوله حكم عبد الرحمن بن احمد الداراني ؟

قال :" مفتاح الدنيا الشبع ، ومفتاح الآخرة الجوع

وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل

وان الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب

وان الجوع عنده في خزائن مدخرة لا يعطي الا من يحب خاصة

ولأن ادع من عشائي لقمة احب الي من أن آكلها وأقوم من أول الليل الى آخره.."

أرأيتم اخواني تلك الشموع كم أضاء نورها دروبا للتائهين والحيارى

الا يستحق كل منهم ان يكون معلما لنا ؟

أما آن لنا أن نسترشد بمعلمينا ونستضيء نورهم

تُرانا نحمل نعوش من نحب على أكتافنا

وغدا سنُحمَلُ على أكتاف غيرنا

يعودون الى نعش آخر يزفونه الى اهل السماء

ونحن يستقر معنا زادنا

فهل جعلنا همنا في التزود ليوم الرحيل

وخير الزاد التقوى

*****************

أمين قلاوون

» الى أمي (مدارج الصالحين)
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )
» الحِلم (مدارج الصالحين)
» قيم الحرية (مدارج الصالحين)
» صن حبيبتاك (مدارج الصالحين)