الاخلاص (مدارج الصالحين)

الاخلاص : ما اجملها من كلمة
*********************

كلمة ترتاح اليها نفسك ، ويهيم بها قلبك ، وتسمو بها روحك

أرأيت أسرع منها الى قلبك أن توصف بها ،

أنظر الى ذاتك ، أرأيت انشراحا قط بقدرها

اي سرور اعظم من أن تشعر في صميم روحك انك اخلصت امرك لله

الاخلاص !!! ما أروعها من كلمة وما انقاها من مشاعر

، تعالوا معي أحبائي نلتمس سحرها ،ونتبارك بفضائلها

الا تجد في معناها الصفاء والنقاء ، وتجد في ضدها الشرك والرياء ؟.

هل جربت لذة افراد الله سبحانه وتعالى بالقصد في الطاعة ؟

كلمة احبها الامام احمد فقال عنها : بهذا ارتفع القوم.

ويا له من وصف جميل لابن القيم ، قال:

"العمل بغير اخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملآ جرابه رملا ينقله ولا ينفعه."

وفيها يقول ابو عبد الله الباجي الزاهد:

"وان عرفت الله وعرفت الحق ولم تخلص العمل لم تنتفع"

ووصفها الجنيد :

"الاخلاص سر بين الله وبين العبد ، لا يعلمه ملك فيكتبه ،

ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله."

فالعمل كله هباء الا الاخلاص منه،

والاخلاص خطب عظيم لا يعرفه الا الله عزَّ وجل .

فاجعله مظلتك ومطبتك الى ان يدركك الموت

فما اخلص عبد قط الا وتفجرت ينابيع الحكمة من قلبه ولسانه

وما اخلص عبد الا وانقطعت عنه أكثر وساوس الشيطان

وما اخلص عبد الا وعافاه الله من الرياء والعجب والكذب

وما اخلص عبد الا وابتغى الجزاء من الله وحده فكتم اكثر عمله

الم ترى الى كلام الفضيل :

"ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل من اجل الناس :شرك ،

والاخلاص : ان يعافيك الله منهما."

واطلب نفسك في أربعة أشياء كما يقول ابو حاتم :

"العمل الصالح بغير رياء ، والاخذ من غير طمع ، والعطاء بغير منة ،

والامساك بغير بخل."

واحذر مما حذر منه الامام علي رضي الله عنه

" للمرائي ثلاث علامات :يكسل اذا كان وحده ، وينشط اذا كان

في الناس ، ويزيد في العمل اذا أُثني عليه ، وينقص اذا ندم."

ثوب الرياء يشف عما تحته ---- فاذا التحفت به فانك عاري

فالحمد لله المطلع على سرائر القلوب ، البصير بسرائر النيات ،

وخفايا الطويات ، الذي لا يقبل من الاعمال الا ما كمل ووفى ،

وخلص عن شوائب الرياء والشرك وصفا

، فقد قال تعالى:
" وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين"

فرأس الحكمة مخافة الله ،

هذه المخافة تحي عندالعبد معاني الطاعة والعبادة والصبر

والاحتساب ، وتطهر القلب مما اجتمع عليه من الران ،

وتستقيم معها الجوارح ، وتسموا بها النفوس.

" تعصي الاله وانت تظهر حبه ........هذا محال في القياس بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته...........إن المحب لمن يحب مطيع

إن فضل الله بالهداية ، ومحبة الله لعباده وحلمه بهم

اعظم من اسراعهم بالتوبة

والله ضمن الرجعة والرضوان والغفران لمن اخلص النية لله قولا وعملا

فان الله لا يقبل من الاعمال الا ما اريد به وجهه.

أمين قلاوون

» الى أمي (مدارج الصالحين)
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )
» الحِلم (مدارج الصالحين)
» قيم الحرية (مدارج الصالحين)
» صن حبيبتاك (مدارج الصالحين)