بين الخلاف والاختلاف (مدارج الصالحين)

بين الخلاف والاختلاف

جاء في الحديث الصحيح :

"كاد الخيران أن يهلكا " ...(أبو بكر وعمر )
رفعا صوتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم

فقال أبو بكر : أمَّر القعقاع بن معد

وقال عمر : بل الاقرع بن حابس

فقال ابو بكر : ما اردت الا خلافي

وقال عمر : ما أردتُ خلافك

فتماريا حتى ارتفعت اصواتهما ، فنزلت الآية :

"يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ....الى ...عظيم"

فقال ابو بكر : " والله يا رسول الله لا اكلمك الا كأخي السِّرار"
أخرجه البخاري

اخوتي :
لا يسلم اهل الايمان من الوقوع في الخلاف والخصام

فالخصومة من طبيعة البشر ، وها قد رأيتم حالة لم يسلم منها

حتى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، علما ان الخصومة

بين الخيران تكررت ، وربما ينصرف احدهما غضبانا أسفا ،

ثم تجدهما يتسابقان الى الندم والاعتذار وقبوله ، ثم الصفح

وهكذا كانت الخصومة دوما تمر مرورا عابرا ، لكن لتحمل معها

دروسا وعبر ، باتت لدينا نوافذ مفتوحة الى فقه الخلاف والاختلاف.

وكان بين الحسن والحسين خلافا ، فقيل للحسين :

أدخل على اخيك فهو اكبر منك

فقال : اني سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" أيما اثنين جرى بينهما كلام ، فطلب احدهما رضا الاخر ، كان سابقه الى الجنة
وأنا اكره ان اسبق اخي الاكبر"

فبلغ قوله الحسن ، فأتاه عاجلا وأرضاه .

انه شرف الخصام ، ومن عجائب الفضائل والخصال

فاين نحن من اولائك ، ترانا اذا خاصمنا فجرنا وقسونا ثم قاطعنا ،

والادهى ان تكون خصوماتنا في مسائل محل اجتهاد ، والخلاف حولها

لها اسباب وجيهة ، نظرا لتعلقه بقواعد واساسات تختلف

باختلاف المدرسة الفقهية .

وعليه ؛ ان كان الخلاف جائزا فالاختلاف هنا مرفوضا

وقد اخرج البخاري عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ )).

وفي الصحيحين ؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ

خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا :

إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ )

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم :

" إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ".

ان للخصام طريقين ، اما طريق اللئام واما طريق الكرام

وجلساء الرحمن يوم القيامة من جُعل فيه خصال الكرم والحِلم

والرافة والصبر والبر والرفق والشكر

فاختر لنفسك شرفها

هبني أسأت كما زعم........تَ فأين عاطفة الاخوة

أو إن اسأتَ كما أسأ..........تُ فأين فضلك والمرؤة

أمين قلاوون

» الى أمي (مدارج الصالحين)
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )
» الحِلم (مدارج الصالحين)
» قيم الحرية (مدارج الصالحين)
» صن حبيبتاك (مدارج الصالحين)