لبنان اي وطن (الحلقة الثانية )

الموحدون الدروز (ا)

نشأة الدروز وعقائدهم.

ظهرت الدروز في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ، وأسس المذهب حمزة ابن علي الزوزني سنة 408 هـ ، وهم من غلاة الاسماعلية ،وقد خرجوا عن مذهبهم الاساسي بأن ألّهوا الحاكم بأمر الله الى جانب بدع أخرى كثيرة .
لقد صنف ابن علي كتابا ذكر فيه أن روح الله (سبحانه وتعالى عما يقولون )حلت في آدم عليه السلام ثم انتقلت الى علي بن ابي طالب لتنتقل بعدها من علي الى العزيز ثم الى ابنه الحاكم ، وبالتالي فان الحاكم قد اصبح في نظرهم إلها عن طريق الحلول، كما إدّعى انه الناطق بحق الله ،والبرهان على الله ،والرسول الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق .
وسمي هذا المذهب بالدرزية تيمنا بإسم الداعية اليه محمد بن إسماعيل الدرزي لما بذله من جهد لنشره وبما ألفه من كتب في ذلك ، حتى أنه قرأ احد مصنفاته في عقائد المذهب في الجامع الازهر مثيرا بذلك سخط المصريين مما حمله على الهروب من مصر الى بلاد الشام وأقام بواد التيم ، حيث وجد اشياعا لمذهبه بين السكان (اسماعليون) وبذلك انتشر المذهب في جبال لبنان وصولا الى حوران .
وذكر المؤرخ ابن الجوزي أن الدرزي كان أعجميا من الباطنية القائلين بالتناسخ وتبنى مقولة ابن علي في ربوبية الحاكم بأمر الله الفاطمي

خصائص المذهب

- اعتمد الدروز تقويما خاصا بهم يبدأ بسنة 408 هـ ، السنة التي ظهرت فيه الدعوة أول ما ظهرت .
- ومن خصائصها اغلاق باب الاستجابة الخارجية ؛ بمعنى أن الاستجابة تغلق ابوابها في وجه كل من لا ينتمي اليها، فمن آمن آمن بلا ردة ، ومن لم يؤمن بقي كذلك الى الابد، لذلك لايمكن لغير الدرزي اعتناق المذهب ابدا.
- وتطلق الدروز على نفسها تسمية طائفة الموحدين وتوصم المسلمين وغيرهم بالكفر.
- اعتنق الموحدون الدروز عقيدة التقمص كما اسلفنا بانتقال الروح من جسد بشري الى جسد بشري آخر مارة في أدوار التجربة والامتحان ، لذلك فالارواح محدودة بزعمهم ، وأنها خلقت من نور العقل الكلي ، وينكرون التناسخ بمعناه انتقال النفس البشرية الى جسم غير بشري ، واستعمال الكلمة يتم على سبيل المجاز ليس الا,كما يؤمنون بالحساب في اليوم الآخر.
-ولتقوية الرابطة بين أنصار المذهب ، نظم المؤسس حمزة عهدا سماه "الوثيقة المقدسة" يقر بموجبه المستجيب بالتفاني في سبيل المذهب والتماسك بين افراده والتبرأ من جميع المذاهب والمقالات والاديان والاعتقادات على اختلافها وافراد “ الحاكم “ بصفته إلها بالعبودية والطاعة.

طبقات الدروز وطوائفهم
ينقسم الدروز الى طائفتين: الروحانيون و الجسمانيون
وتعتبر طائفة الروحانيين الطائفة المستنيرة الذين يلمون بأصول المذهب ، وتنقسم الى: رؤساء وعقال وأجاويد
- الرؤساء وبيدهم مفاتيح كل الاسرار الدرزية.
- العقـال وبيدهم الاسرار الداخلية المتعلقة بالتنظيم الداخلي للمذهب.
- الاجاويد وبيدهم الاسرار الخارجية التي تختص بعلاقة مذهبهم بغيره من المذاهب.

وتنقسم طائفة الجسمانيين الى : الامراء و العامة .

أما الامراء فبيدهم شئون الحرب والزعامة الوطنية ، في حين أن العامة (أو الجهال كما يسميهم بعضهم.) فهم لا يعرفون من المذهب الا إسمه .

إن من ينتمي الى طبقة العامة لا يحق لهم أن يدخلوا مجالس طبقة الروحانيين ، وبالتالي يبقوا جهالا" مهما علا كعبهم في التحصيل العلمي والثقافي ، ولا يسمح لاحد من طائفة الجسمانيين الانتقال الى طائفة الروحانيين حتى يجتاز اختبارا طويلا وصعبا يثبت من خلاله استعداده لتلقي أصول المذهب والدفاع عنه والحفاظ على أسراره وتأدية عهد “الوثيقة المقدسة”.

أمين قلاوون

» لبنان اي وطن ....(الحلقة الثانية عشر )
» سلسلة الانحراف الشيعي الاثنا عشري (الحلقة الثانية )
» لبنان اي وطن ...(الحلقة الثامنة )
» لبنان اي وطن .......(الحلقة التاسعة)
» لبنان .....اي وطن (الحلقة العاشرة )