دع القلق وابدأ الحياة (مدارج الصالحين)

دع القلق وابدأ الحياة
**************

يعتري كثير من الناس بعض من مشاعر القلق ، تختلف في مستواها

الى درجة الافراط ، الامر الذي يجعله حينئذ مرضا حقيقيا بما يتركه

من آثار ضارة على الصحة الجسدية والنفسية للمريض .

وحقيقة .!! ان العصر الحديث بما فيه من متغيرات حادة ؛ اجتماعية

واقتصادية وتقنية وفكرية ، يوصف بحق انه عصر القلق ، نظرا لسرعة

هذه المتغيرات ، وضرورة مواكبتها والتاقلم مع مقتضايتها ، ومواجهة

الضغوطات النفسية الناتجة عن ذلك لا سيما حالات الشعور بالاحباط

والاغتراب والتوتر وبالتالي الخوف من المستقبل والاحساس بالخطر

يدعم ذلك ضعف الايمان ، وعدم الكفاءة في فهم معاني التوكل

على الله عز وجل والثقة بالله تعالى، والخوف على الحياة والرزق

والتعلق بالدنيا ، والغفلة وما تؤديه من ارتكاب للمصائب.

ان القلق واحد من المشاعر الانسانية كالفرح والحزن والخوف وغيرها ،

وقيل ان الانسان كتلة من المشاعر والاحاسيس يتاثر بطبيعة الحال

بالحوادث المحيطة ويتفاعل ازائها سلبا او ايجابا ، استنادا الى

المعايير التي تربى عليها واعتقدها .

والقلق من المشاعر السلبية المعبرة ، وتحتاج ايضا كغيرها الى

الاعتدال والتوازن خشية ان تتحول الى حالة مرضية ، وخاصة انها

حالة مزاجية موجهة نحو المستقبل بما فيه من مخاطر وغموض .

ليس موضوعنا تفصيل الاثار الجسدية لاضطرابات القلق

كخفقان القلب ، التعب، الغثيان، ألم في الصدر، ضيق في التنفس،

آلام في المعدة، أو الصداع ، وما يتركه ذلك من علامات خارجية

كشحوب الجلد ، والتعرق والارتعاش، واتساع حدقة العين.

ولا الاثار النفسية كالانفصام ، الفزع والذعر ؛

انما يهمنا التوقف عند العلاج بما يعنيه القدرة والكفاءة في

التخلص من المشاعر السلبية عموما واولها القلق ، والتكيف

مع الواقع بانفعالات ومشاعر ايجابية دائما ، وبث روح التفاؤل

تحت مظلة الحب ، حب الله والمسلمين والوطن والاهل والناس.

والحكمة تقضي ان يسعى الانسان في ما يُصلِحُ دينه ودنياه ،

وذلك يتطلب التوقف عند ثلاث مسائل :

1 - العزيمة على تحقيق المصالح والسير في تحصيلها ،

2 - التوكل على الله في تحقيقها

3 - الاخذ بالاسباب

وقد أخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم

(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)

فمن اراد ان يتخلص من المشاعر السلبية ؛ عليه ان يعتمد

النقاط الثلاث ، وان يبدأ بداية قوية مع الله عز وجلّ ، في اللجوء

والتفويض والتوكل والدعاء والذكر وحسن الظن بالله عزَّ وجلّ ،

واعتماد التفكير الايجابي حيال المسائل المطروحة ومحاربة

اي توجه سلبي ، ثم اختيار الصحبة الصالحة

" فالمرء على دين خليله فلينظر احكم من يخالل" ، كما يقول

رسول الله صلىالله عليه وسلم ،

يضاف ال ذلك تجنب الفراغ والانشغال بما هونافع

فالفراغ مفسدة عظيمة ينبغي تجاوزها.

*********

أمين قلاوون

» الى أمي (مدارج الصالحين)
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )
» الحِلم (مدارج الصالحين)
» قيم الحرية (مدارج الصالحين)
» صن حبيبتاك (مدارج الصالحين)