ثورة حتى النصر (المشهد المصري)

من يتابع التعليق الاميركي على ما يجري في مصر يلحظ الارتباك الاميركي الواضح.

فاميركا تريد استبدال مبارك دون اي تغيير في النظام لصالح اسرائيل، كما يلاحظ القلق الصهيوني

والاستنفار السياسي في اعلى مستوياته لدى الكيان الغاصب لفلسطين ،

فاسرائيل تدرك خطورة تغيير النظام بما يعنيه التاسيس لمشروع عربي جامع ، تلتف حوله جماهير

الامة تحمله ، عنوانه "فلسطين".

كيان ثالث يشتد قلقه رغم عداوته للنظام المصري ، انه الكيان الفارسي في ايران لماذا...؟؟

كلنا يعلم ان العرب عندما اُلزِموا التخلي عن فلسطين باعتبارها قضية مركزية ومحور المشروع

العربي ، فقدت المنظومة العربية مبرر وجودها ، واصبحت اشبه بقطيع مشتت ، وتمكن الذئب

الصهيوني من العبث والافساد في كيانه عبر المتغطرس الاميركي وادواته الاخرى ، وسمعنا

شعارات مستحدثة على شاكلة : مصر اولا...الاردن اولا....لبنان اولا...الخ" ،..

واصبحت قضية فلسطين عبئا على الانظمة و مسالة فلسطينية بحته ، وتم تلزيم قطاع غزة لمصر

والضفة للاردن حينا من الزمن ليعود امره اشبه ببلدية يراسها عباس تحت امرة المحتل بالكامل

في هذا الجو ؛ تم دعم المشروع الايراني ممتطيا الاستنهاض الشيعي حول العالم في اطار مخطط

اميركي صهيوني لدعم الاقليات الاثنية والدينية في قلب العالم الاسلامي لاغراقه في اتون الحروب

والفتن الطائفية وغيرها

وامتطى المشروع الفارسي القضية الفلسطينية حينا والقضية اللبنانية حينا آخر وتعاون مع

المحتل الاميركي في افغانستان ثم في العراق، والمشهد الاخير في تشكيل الحكومة العراقية

مثال فج على هذا التعاون من تحت الطاولة بين اميركا وايران ، واخرجت على اثره السعودية تماما

من المشهد العراقي .

وهكذا بدا العالم العربي ممزقا ، مشتتا ، غارقا في مشاكل لا قيمة لها على المستوى الاستراتيجي ،

ومن يرى حال البحرين والكويت ولبنان وقطر واليمن والسعودية الى حد ما والعراق وما احدثه

فيها المشروع الفارسي المرضي عنه اميركيامن فتنة بين اهل البلد الواحد ، واصبحت الاقلية

الشيعية اشبه ببرميل من البارود يحتمل انفجاره في اي وقت تشاؤه السياسة والمصلحة الايرانية

الملتبسة ...

غيبت مصر حينا من الزمن كما غيبت سوريا في ظل حكم الاقلية النصيرية ، واخرجت السعودية من

قبل من اليمن (معركة الحوثيين) والساحة الفلسطينية (افشال مشروع الصلح بين حماس وفتح)

ومؤخرا اخرجت من الساحة اللبنانية بافشال مشروع (ما سمي ب الس.س)

ويبقى ان مصر وسوريا مثقالان في ميزان الامة لا يستقيم دونهما اي وزن للامة،

بهما اسقطت كل مشاريع الزمن الذي مضى ،

وبعودتهما سوف تسقط كل مشاريع الزمن الحاضر ، لينتصر مشروع الامة.

استعادة مصر لدورها استعادة للقضية وللمشروع

استعادة مصر لدورها يعني انحسار المشروع الفارسي لصالح المشروع العربي

استعادة مصر لدورها يعني اعادة الحراك الشعبي العربي بما يتماهى مع الحراك الاسلامي باعتبار

القضية الفلسطينية قضية اسلامية وعربية في نفس الوقت

بالامس اسقطت مصر المشروع الدولي التتري المغولي

بالامس ايضا اسقطت مصر المشروع الصليبي الدولي

واليوم مصر منوط بها اسقاط ادوارا اخرى

اسقاط المشروع الصهيوني ، وتصفية المشروع الفارسي ، واعادة اللحمة الى الجسد العربي الممزق

فتحية ثورية لمصر وشعب مصر ، ونناشدكم ان تكون ثورتكم تحت راية الحق والقوة والحرية

احملوا مصاحفكم في صدوركم ، والله معكم ولن يتركم اعمالكم.

والشام باهلها معكم لنحبط معا كما في الماضي كل المشاريع المشبوهة

ولندخل القدس معا ان شاء الله كما دخلناه من قبل..

أمين قلاوون