شعارات مجرمة

شعارات مجرمة ....!
****************

يتناهى الى مسامعنا في عصر الثورة العربية الكبرى شعارات ممجوجة بقدر ما تحمله

ضمنا من معاني ومفاهيم تدل على حجم الجريمة بحق الوطن والامة على شاكلة

: الله وسوريا وبشار وبس .

الشعار قد يبدو للبعض عاديا ولا قيمة له ، ولعل بعضهم الاخر يعجبه لمجرد قناعته

بالرئيس ودوره دون ان ينظر الى ما يخفيه ضمنا مما اراده صناع الشعار ، وهم

الطغمة النفعية المجرمة القابعة وراء الجدران المغلقة .

فالشعار يلغي تماما من حيث الشكل اي دور للقيم الدستورية ، كما يستغفل

جمهور الناس ، فتقولبهم في اطار عبادة الشخص ، وتلغي تماما مبدأ المحاسبة

والمسائلة ، وتجعل من الرئيس فوق الدستور ومساويا في القيمة للعزة الالهية

وللوطن والامة بكاملها .

ومن حيث الهدف فان احلال الشخص في عقول الجماهير فوق المسائلة وفي

حجم الوطن ، يعني صناعة ديكتاتور ، مطلق الصلاحية ، وفي نفس الوقت العوبة

بيد الطغمة الفاسدة (كما تبين لنا مؤخرا حال الرئيس التونسي زين العابدين بن

علي ، وما سنكتشفه فيما بعد في كل الانظمة العربية المندثرة ، او تلك التي

سيأتي عليها الدور لاحقا ) ، اذا هي مظلة تسمح باستمرار الفساد والاستبداد .

ما يجب ان تحرص عليه الثورة والحالة هذه ، ان يكون لها شعاراتها القيمية ،

بما يتناسب واهداف الثورة ومراحلها ، وبما يؤدي الى تصديع الجدران الصدأة التي

راكمها الاعلام الموجه خلال سنين الاستبداد ، وزادتها قساوة التربية المدرسية

المضللة المستوحاة من النظم الشيوعية المندثرة (على شاكلة طلائع البعث

في سوريا) في اطار مراهنة على اجيال يتم تهجينها بعيدا عن الاصالة التي

تجسدها التربية الاسلامية بما تؤديه في صياغة الفرد المسلم الحر الابي ،

واستبداله بانسان متفلت من قيم الاسلام ، مستسلم لارادة الظالم ، ودائر في

فلكه حيثما دار .

لقد دأب النظام الفاسد كما رايناه على اطلاق شعارات تخويفية ، عنوانها الاسلام

السياسي تارة والجهادي تارة اخرى (مع التحفظ لجهة التسمية او التفريق بينهما) ،

الامر الذي يفضح هذه الانظمة ، لجهة سلوكياتها وادوارها وعدائها المفرط لمكونات

الامة ، واستعداء الآخرين عليها ، كما لجأت الى رفع شعار مجرم تخويفي آخر يتعلق

هذه المرة بالضغط على مكونات المجتمع سواء قبلية كانت ام طائفية او قومية ،

حتى اذا ضاقت به السبل اندفع الى حبك المؤامرات ، كما كان يفعل الرئيس اليمني

المخلوع ، او الى التدمير الشامل كما فعل القذافي ، او كما يفعل النظام السوري

في محاولته اشعالها حربا طائفية وخاصة بين السنة والنصيريين (العلويين).

انه من واجب قادة الثورة التسلح بمقدار كبير من الوعي في مواجهة الشعارات

المجرمة التي يطلقها النظام ، وان التحدي الاكبر هو في توحيد مكونات المجتمع في

اطار المصلحة العامة ، فالكل في المظلمة سواء ، وكذلك في العدالة والحق والحرية .

أمين قلاوون