اختاه احملي مشعلك وامضي

أختاه احملي مشعلك وامضي
*******************

قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
يَـٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَـٰحِشَةٍ۬ مُّبَيِّنَةٍ۬ يُضَـٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٲلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرً۬ا (٣٠) ۞ وَمَن يَقۡنُتۡ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتَعۡمَلۡ صَـٰلِحً۬ا نُّؤۡتِهَآ أَجۡرَهَا مَرَّتَيۡنِ وَأَعۡتَدۡنَا لَهَا رِزۡقً۬ا ڪَرِيمً۬ا (٣١) يَـٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ لَسۡتُنَّ ڪَأَحَدٍ۬ مِّنَ ٱلنِّسَآءِۚ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلۡبِهِۦ مَرَضٌ۬ وَقُلۡنَ قَوۡلاً۬ مَّعۡرُوفً۬ا (٣٢).*( الاحزاب)

قد يبدو من سياق الآية أن الله يتوجه بالخطاب الى امهات المؤمنين ،

نظرا لخصوصية قرابتهن برسول الله صلى الله عليه وسلم ،

علما ان المعيار الاساس ليست القرابة بحد ذاتها ، لكنه التقوى

الذي يطالبهم به رب العزة ، ويطالب به نساء الامة من ورائهن ،

وان كانت المسؤولية عليهن مضاعفة .

ثم ان الله يحدد قواعد التربية التي يفترض التحلي بها بالآتي :

1- الابتعاد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن

2- القنوت لله ، بمعنى الطاعة والخضوع

3- العمل الصالح ، والعمل حتى يكون صالحا يجب ان يستند الى

التقوى ، وثمرة القنوت والعمل الصالح ، البركة في الرزق .

4- التقوى ، ومفهومها :
الايمان بالجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل.

5- عدم الخضوع في القول والترقق في اللفظ ، حتى لا يطمع
من في قلبه مرض

6- الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

ان كان حديثنا موجه في هذه المقالة لأخواتنا ، الا ان قواعد التربية

في الاسلام لا تختص بجنس ، فالكل مقصود ، وعليه واجب ،

ولا يصلح أمر الأمة الا بما صلح عليه أولها.

الدافع لهذه المقالة
**************
كثرة ما وجدت في كتابات بعض الاخوات الكريمات العفيفات الطاهرات ،

من ترقق في الكتابة ، بحجة التعبير عن الخواطر ، والصياغة الادبية ،

فيطمع من في قلبه مرض

فتأتي الردود والتعليقات محرجة وتنم عن قلة ايمان وحياء ،

أو منها ما قد يهيج الفتنة في القلوب، الامر الذي ينذر بشر العواقب.

وأنقل كلاما للسيد قطب رحمه الله وبارك له في شهادته "

"وأن القلوب المريضة موجودة في كل عهد وفي كل بيئة ،

وتجاه كل امرأة ، ولو كانت هي زوج النبي الكريم وأم المؤمنين ،

وأنه لا طهارة من الدنس ، ولا تخلص من الرجس ،حتى تمتنع

الاسباب المثيرة من الأساس".

في هذه الاجواء ، حيث تلوثت التربية بثقافة الفضائيات ، والمجلات

الهابطة ، والانترنت ، وغيرها من وسائل سممت واقعنا التربوي ،

وأصبح كل ما في الواقع مثيرا للفتن والشهوات، تصبح المسؤولية

أعظم ، والحض على مجاهدة النفس واجب ،

فاياكم أخواتي ثم اياكم التخنث في النبرات والتمايع في الاصوات ،

وحتى في الكلمات ، وقلن قولا معروفا.

اعلمن اننا نعيش جاهلية جهلاء ، فلا تغرنكم تطور الوسائل ، انما

النظر الى طرائق التفاعل الاجتماعي كم تخلفت عن قواعد الاسلام ،

وعبادة الله ليست بمعزل عن السلوك الاجتماعي أو الاخلاق في الحياة ،

فلا بد من صلة بالله تطهر القلوب وتزكيها ،ولا بد من صلة بالله يرتفع

معها الفرد بايمانه ، فيسمو فوق اعراف الناس وأساليبهم ، وصلة

بالله يشعر معها المرء بالهداية ، وأنه بات يحمل مشعلا وعليه واجب

انارة طريق الآخرين الى درب الهداية ،

لديك القدرة على التعبير ،جميل ! ،

هذا يعني انكِ قادرة على حمل المشعل ، تقدمي اذا بمشعلك ،

أنيري درب التائهين ، لا تضيعي الوقت ،لا تضلي الطريق ،

انت رائعة فعلا بما تحملين ،

انها نعمة !!. أن يملكك الله وسيلة مميزة في التعبير ،

استخدميها فيما لا يقدر عليه الآخرين ،

كوني كما ارادك الله داعية خير ، ومربية فاضلة ،

واذكري انه على عاتقك تربية الجيل القادم واعداده بما يليق بعزة الاسلام ....

فاحملي مشعلك وتقدمي

أمين قلاوون