سوريا وغزة والجرح المفتوح

تلبس( لطائف ) اليوم ثوب الجهاد وترفع لواء الحق والقوة والحرية على سواريها ،

ورب قائل ولماذا عندما تقصف غزة ، ولم نر هذا التركيز والنزيف السوري مستمر ،

فان كانت فلسطين الجزء السليب من شامنا الحبيبة ، فسوريا قلبها المكلوم ، وجرخه النازف

لا يا سادة ...!!!

ما كانت لتكون معركة غزة اليوم لولا سوريا ، وما آلت اليه أمورها ،

فانتفاضنا لغزة ، انما هو انتفاض لسوريا ، بل للشام كلها .

عندما كانت اميركة مشغولة باقتصادها المنهار ، ولملمة اشلاء جنودها في العراق وافغانستان

( وربما على حدود الباكستان ) وتحاول انقاذ ماء وجه الامبراطورية ، كانت تحتاج الى شرطي في

المنطقة ، يحفظ لها ظهرها ، ويحمي مصالحها ، وربما يدير بعض العمليات القذرة هنا وهناك ،

وجدت في ايران خير معين لها ، وقد تقاطعت مصالحهما من قبل ، والخدمات الايرانية كانت ناجعة

في افغانستان والعراق ، وايران ليست جمعية خيرية على اية حال ، فلا بد من اثمان تدفع ، وفعلا

كان ان اطلقت اميركا يد ايران في العراق وسوريا ولبنان ، مقابل حماية امن اسرائيل ومصالحها في

المنطقة ، واطمأنت اسرائيل الى الدور الايراني ، وعملا معا وتقاسما مناطق نفوذ حول العالم

وخاصة في افريقيا ، وما نسمعه من جعجعة هنا وهناك ، ما هو الا بعض الضرورة للتعمية والتورية

كما هو تماما الحديث عن الممانعة والمقاومة ، مجرد عدة شغل وتمويه .

الان تغيرت معطيات كثيرة

الانتفاضات العربية اوصلت الاخوان المسلمون الى مواقع القرار في مصر وتونس والمغرب وليبيا

اليمن ، والثورة السورية اضحت اكثر تمكينا وثباتا ، وورقة هامة تكاد تسقط من اليد الايرانية ،

وانتخابات اسرائيلية على الابواب ، والخطاب المصري الرسمي (رغم عدم التمكين بعد للقيادة

الجديدة ) بشان القضية الفلسطينية واضح وجلي ، اذا اختلطت الاوراق في المساحة الاسرائيلية ،

ويجري اعادة تشكيل الادوار والشروط والمهمات .

ياتي تشكيل مجلس الثورة الجديد لسوريا بمثابة جرس انذار ، حتم سرعة التحرك ، لا بد من انقاذ

ما يمكن انقاذه ، يجب ان يبقى الكيان الغاصب ، العقدة التي تمسك بكل خيوط اللعبة ، ويجب جر

الجميع مرغمين الى طاولة ، يختم فيها بالسلامة والامان للكيان الغاصب ، وبضمان الانظمة الجديدة

في دول الطوق .

اسرائيل ولاول مرة ، تشعر انها مهددة ، مصر اليوم غير مصر الامس ، والمارد خرج من قمقمه ،

وتحاول اسرائيل جاهدة اعادته الى القمقم قبل ان يتحرر حراكه ويتمدد ظله

ومعركة غزة تاتي في هذا الاطار تماما

وتبقى الانتخابات الاسرائيلية ، وما تعود عليه الصهاينة من استخدام الورقة الفلسطينية عموما

والغزاوية خصوصا ، في اطار الصراع على السلطة ، وقد استطاعت حماس سابقا من اسقاط الحكومة

توفيقا من الله عز وجل في استيعابها للعبة الصهاينة ، والعزف على اوتارها ، ويكرر القادة الصهاينة ما

دأبوا عليه من قبل .

لكل ذلك كانت معركة غزة ، ولن تتوقف الا اذا ارغمت اسرائيل على ذلك ، وان توقفت الاعتدائات قبل

ان تستطيع اسرائيل تحقيق مكاسب ذات قيمة ومعتبرة ، يمكننا القول ساعتئذ ، ان الحاجة الاميركية

لاسرائيل اصبحت اقل ضرورة ، وان الاستثمار الاميركي في دولة اسرائيل اصبح مكلفا ، واقل ربحية وكفاءة

وان يوم النصر قد اقترب

******************

أمين قلاوون

» سوريا .....نهاية مرحلة(الحلقةالرابعة )
» سوريا .....نهاية مرحلة (الحلقةالثانية)
» سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة الثامنة ).
» سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة السابعة ).
» سوريا ...نهاية مرحلة (الحلقة السادسة ).