هادم اللذات (مدارج الصالحين)

هادم اللذات
********

فازت الدنيا بنصيبها منا ؛ ترى !!.... هل نفوذ بنصيبنا من الآخرة ؟.

واي درب ترانا نسلكه الى الخلاص ؟ كيف نأمن مكر الله ؟

خاسرون اولائك الذين يظنون انهم في مأمن من مكر الله تعالى

افنفعل نحن ؟ ....يا لنا من مساكين !!

لكنها الغفلة !!..

الغفلة التي تنسيك انك ميت وانهم ميتون

واذا ذُكِر الموت كرهناه ونفرنا منه

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا ويا بشرى من اتعظ

*" أكثروا ذكر هادم اللذات الموت*"

دخل احد العلماء على رجل يعوده ، فرآه كأنه جزع من الموت، فقال:

" أتجزع من الموت؟ والله ما الموت فيما بعده الا كركضة عنز "

وبكى عامر عند موته ، فقيل له ما يبكيك؟ فقال:

" ثلاث: ثنتان أخلفهما ،وهما مجالسة أهل الذكر ، ولقي الاخوان ،

وواحدة أمامي ، وهي: مفازة تقطع عنق من قطعها بغير زاد "

قال صديقي : اتنكر ان الموت يقرب موعد لقاء الحبيب ؟

وأردف : العارفون فقط من يستبطىء الموت !!

وأضاف: ليس اجمل من ان ننتقل الى جوار رب العالمين

وليس اجمل من مفارقة دار العاصين

قلت : ربما كان لنا بعض العذر ان نكره الموت

قال : وكيف ذا ؟

قلت : نخاف ان نختطف قبل اصلاح الزاد وادراك تمام التوبة

قال : ولا يفي بتمامها الا ان ينبعث من قلبك الخوف والخشية

قلت رحم الله الحسن البصري فيما نقل عنه قوله :

" فضح الموت الدنيا ، فلم يترك لذي لب فيها فرحا ، وما الزم

عبد قلبه ذكر الموت الا صغرت الدنيا عليه، وهان عليه جميع

ما فيها"

قال : كان ابن عمر _رضي الله عنه_ اذا ذكر الموت انتفض انتفاض

الطير ، وكان يجمع كل ليلة الفقهاء ، فيتذاكرون الموت والقيامة

ثم يبكون ، حتى كأن بين ايديهم جنازة.

كلنا قد ايقن الموت ، وما نرى له مستعدا

وكلنا ايقن بالجنة وما نرى لها عاملا

وكلنا ايقن بالنار وما نرى لها خائفا

فعلام تفرحون؟

وما عساكم تنتظرون؟

الموت!!!

فهو اول وارد عليكم من أمر الله بخير أو بشر

فما حالك والدنيا الا كانك غريب أو عابر سبيل

و السعيد من اتعظ بغيره ، و اذا ذكر الموتى ، عد نفسه منهم

بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذ أُتيَ بحجر

منقوش فاذا فيه:

ابن آدم ! لو رأيت قرب ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك

ولرغبت في الزيادة من عملك

ولقصرت من حرصك وحيلك

وانما يلقاك ندمك لو قد زلت بك قدمك

وأسلمك أهلك وحشمك

فبان منك الولد والنسب

فلا انت الى دنياك عائد

ولا في حسناتك زائد

فاعمل ليوم القيامة يوم الحسرة والندامة.

الى كم ذا التراخي والتمادي....... وحادي الموت بالارواح حادي

فلو كنا جمادالاتعظن............................ولكنا أشد من الجماد

تنادينا المنية كل وقت................ وما نصغي الى قول المنادي

ورحم الله القائل

تزود من التقوى فانك لا تدري ............ اذا جن ليل هل تعيش الى الفجر

فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا....... وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

وكم من صحيح مات من غير علة.... وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

ما نحتاجه ربما لا يتجاوز ان نجلس الى انفسنا نقمع هواها

فمن مات عن هواه فقد حيي بهداه

أمين قلاوون

» أعلى اللذات مرتبة (مدارج الصالحين )
» الى أمي (مدارج الصالحين)
» سر السعادة (مدارج الصالحين )
» في لطف المزاح (مدارج الصالحين )
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )