أولويات العلم والعمل (مدارج الصالحين)

أولويات العلم والعمل
**************

تفنَّن وخذ من كل علم فانما......يفوق امرؤ في كل فن له عِلمُ

فأنت عدو للذي أنت جاهل..............به ولعلمٍ أنت تتقنه سِلمُ

العلم لغة : هو المعرفة ، واصطلاحا : هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع

والعلم هو حصول صورة الشيء في العقل وادراكه على ما هو عليه تماما

اما الفهم !!؛ فهو معرفة العلم بالقلب و تصور المعنى من مجرد سماع اللفظ

اما المعرفة ، فهي ادراك الحقائق من خلال التجارب واستخدام الوسائل

وعليه ؛ فليس كل من تعلم عرف ، وليس كل من عرف فهم !!.

وبذلك تميز الفقه بما هو تعلم ومعرفة وفهم ، وبه تميز العلماء

قال الله تعالى :هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (الزمر:9)

وقال تعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات (المجادلة:11)

وقال تعالى : انما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ. (فاطر :28).

وفي الصحيحين : من حديث معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ".

وعن صفوان بن عسال رضي الله عنه ، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب".
رواه الامام احمد وابن ماجه.

وعن ابي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"

إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم ، كمثل غيث أصاب أرضا ،

فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء ، فانبتت الكلآ والعشب الكثير ،

وكان منها اجادب ، أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس ، فشربوا

وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى ، انما هي قيعان

(أرض مستوية) ، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ: فذلك مثل من فقه

في دين الله ونفعه الله بما بعثني به فعلم وعلَّم، ومثل من لم

يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به "...
أخرجاه في الصحيحين.

فانظر يا رعاك الله الى جمال هذا الحديث وما رمى اليه ، واليه

استند الحسن رحمه الله بقوله : "لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم" .

ويا لجمال فهم معاذ بن جبل رضي الله عنه بقوله :

" تعلموا العلم ، فان تعلمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومدارسته

تسبيح ، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله

لاهله قربة ، وهو الانيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ".

والعلم حاجة للانسان ، به يعرف ربه ودينه ، وبه يميز الاخلاص من

الرياء ، والصدق من الكذب ، والحلال من الحرام ، والغث من الثمين ..الح

فلا عدو للانسان أضر عليه من الجهل ، وقد خلق ظلوما جهولا ،

ولا ينفك عنه جهله الا بان يعلمه الله ما ينفعه ، ويهديه الى ما

فيه خيره ، فالعلم والعدل اصل كل خير وفضل ، والجهل والظلم

اصل كل شر ، وقد امتنَّ الله على رسوله صلى الله عليه وسلم

بقوله : " وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً

وقد قال الشاعر العلم يرفع بيتا لا عماد له
............................ ........والجهل يهدم بيت العز والشرف

وقال آخر:
ومن لم يذق مر التعلم ساعة ......تجرع ذل الجهل طول حياته..

اعلم أخي أن الله تعالى ذكر أهل الجنة ، فذكرهم بأحسن

أعمالهم ، وذكر أهل النار ، فذكرهم بأسوأ أعمالهم ،

فالعبرة بالعمل ، ولا يصلح عمل بغير علم ومعرفة ،

وبحسب المرء من العلم أن يخاف الله عز وجل ،

وبحسبه من الجهل أن يعجب بعلمه.

واعجبتني مقالة يوسف بن الحسين اسوقها لكم :

" بالادب يفهم العلم ، وبالعلم يصح العمل ، وبالعمل تنال الحكمة ،

وبالحكمة يقام الزهد ، وبالزهد تترك الدنيا ، وبترك الدنيا يُرغب

في الآخرة ، وبالرغبة في الآخرة تنال الرتبة عند الله "

فمن عمل بما علم استغنى عما لا يعلم ، ووفقه الله لما لا يعلم ،

ومن جمع العلم والعمل فقد وضع قدمه على طريق الحكمة

وقد قال الشاعر:

يا طالب العلم لا تركن الى الكسل
...................................واعجل فقد خلق الانسان من عجل

واستعمل الصبر في كسب العلوم وقل
............................................أعوذ بالله من علم بلا عمل

وفي قوله
اعمل بعلمك أيها الرجل .........لا ينفع العلم إن لم يحسن العمل

والعلم زين وتقوى الله زينته......والمتقون لهم في علمهم شغل

وحجة الله يا ذا العلم بالغة ........ لا المكر ينفع فيها لا ولا الحيل

تعلم العلم واعمل ما استطعت به.....لا يلهينك عنه اللهو والجدل

*******

أمين قلاوون

» الى أمي (مدارج الصالحين)
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )
» الحِلم (مدارج الصالحين)
» قيم الحرية (مدارج الصالحين)
» صن حبيبتاك (مدارج الصالحين)