أن نكون مسلمين (مدارج الصالحين)

ان نكون مسلمين
*************

عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

"عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان
والنبي ليس معه أحد.....الخ (رواه مسلم)

وكذلك كانت عِدة طالوت في وجه جالوت

وكذلك عدة اهل بدر في مواجهة قريش بصناديدها

فلا تغتر بقلة المؤمنين وكثرة المفسدين

وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ {يوسف:103}

فالحق لا يُعرَفُ بالكثرة ، فاكثر الناس تكره الحق وتعاديه

وما سبب كرههم للحق الا انحراف نفوسهم عن جادة الصواب

وميلها الى الشهوات بما فيها من مصالح وملذات وهوى نفس

ولذلك يختل ميزانهم ، فلا يدركون الاستقامة في قول او عمل

ومن كان امره كذلك ، فلا تنتظر منه اصلاحا ، ففاقد الشيء لا يعطيه

فالاصلاح يحتاج الى صلاح نفس ، واستقامة منهج ،وصدق نية

ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

لذلك ما زالت مجتمعاتنا تخطىء ثم تكرر خطأها في اختيار القادة

مندفعين وراء منافع واهية ، ومصالح آنية ، وليتهم يدركون حقيقة صالحهم

انهم يسلمون اعناقهم طائعين الى طفيليين

لا يملكون من شروط المسؤولية الا تلك الرغبة الجامحة في اعتلاء الاعناق

حتى اذا فعلوا ، واستقر بهم المقام وظهر فسادهم ، ضج الناس من فعالهم

ولكن ما العمل عندما يخضع الناس منطق العقل والفطرة السليمة

لمنطق الهوى ؟ لذلك تتكرر المعضلة وتستمر المعاناة

ولا يصلح امر الامة الا بما صلح عليه أولها ، ومجتمعاتنا تستصرخنا

وبات لزاما علينا ان نبذل الجهد في انارة درب الحيارى

بالكلمة الطيبة ، والتعامل الراقي ، والابتسامة الصادقة

في ان نكون مسلمين في علاقاتنا ، واخلاقنا ومعاملاتنا

كما في عقائدنا وعباداتنا

أمين قلاوون

» الى أمي (مدارج الصالحين)
» يوم الفرقان (مدارج الصالحين)
» سر السعادة (مدارج الصالحين )
» في لطف المزاح (مدارج الصالحين )
» خوف ورجاء (مدارج الصالحين )